كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

كأفراد الإنسان نحو زيد وعمرو وبكر وخالد ومحمد وأحمد فإن الإنسان الكلي باعتبار مفهومه العام لا يوجد في الخارج لأنه أمر ذهني.
وإنما يوجد في الخارج هو أفراد ذلك المعنى الكلي.
قوله: "والحقائق الموجودة في الخارج" بيان وتفسير وشرح لقوله: الأمور المعينة".
وقوله: "الأمور الكلية المطلقة".
معناه: الكلي من العموم لا من حيث حصوله في أفراده.
والمعنى: أن الروح عند هؤلاء لا تدرك الأمور الجزئية بل تدرك الأمور العامة الكلية غير المقيدة.
أقول: هذا مذهب باطل لا دليل عليه، بل الروح تدرك الأمور الكلية، فإن الروح موصوفة بأنها تعرج وتصعد وتقبض وتسل وغير ذلك من الأمور الكلية والجزئية التي وردت في الكتاب والسنة مع بيان أن الروح تدركها.
(26) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وقد غفلوا عن كون الكليات لا توجد كلية إلا في الأذهان لا في الأعيان" 1.
الشرح:
أقول: الكليات جمع كلي، وهو خلاف الجزئي، والكلي عند المناطقة: ما لا يمتنع نفس تصوره عن وقوع الشركة فيه كالإنسان العام،
__________
1 التدمرية ص27.

الصفحة 29