كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

فإنه يشترك فيه زيد ومحمد وبكر، فيدخل جميع أفراد الإنسان مفهومه العام بخلاف الجزئي، نحو زيد؛ فإنه لا يصدق إلا على هذا الفرد الواحد فقط لا غير.
وإذا عرفت تعريف الكلي، فاعلم أن الكلي من حيث العموم أمر ذهني لا يوجد في الخارج لا يوجد فيه إلا الأعيان دون الأمور الذهنية، فالكلي يتصوره الذهن فقط فلا وجود له في الخارج.
الحاصل: أن هؤلاء المعطلة يصفون الله تعالى بصفات تقتضي أن لا يكون الله تعالى موجودا في الخارج، بل تجعله موجودا ذهنيا فقط، فلا شك في إبطال هذا المذهب لأن الله تعالى موجود بذاته خارج الأذهان في الخارج.
(27) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"هو المركب من الجواهر المفردة ومنهم من يقول: هو المركب من المادة والصورة ... " 1.
الشرح:
أقول: اختلف المتفلسفون تبعا للفلاسفة الكفرة في تركيب الجسم، ما هو الجسم؟ ومن أي شيء يتركب؟ فذكر شيخ الإسلام هاهنا عدة أقوال لهم في الجسم وتركيبه مع اتفاقهم على أن الجسم يشار إليه إشارة حسية بأنه هنا أو هناك أو هاهنا؟
__________
1 التدمرية ص29.

الصفحة 30