كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

الجهة الثانية: وهي جهة دلالتها على معانيها الدالة على صفات الله تعالى، فهي بهذا الاعتبار متباينة.
فإن الرحمن يدل على صفة الرحمة، والعليم يدل على صفة العلم، ولا شك أن صفة الرحمة غير صفة العلم. فأسماء الله تعالى باعتبار دلالتها على ذات الله تعالى متفقة ومتواطئة، وباعتبار دلالتها على الصفات متباينة ومختلفة.
(32) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمبة رحمه الله:
"فمن اشتبه عليه وجود الخالق بوجود المخلوقات كلها ... " إلى قوله في ص 49:
"وجعلوا ما في الأذهان ثابتا في الأعيان. وهذا كله نوع من الاشتباه" 1.
الشرح:
أقول: يقصد شيخ الإسلام: أن كثيرا ممن يدعي التوحيد والتحقيق والعرفان والعلم قد وصلوا بضلالهم إلى حد اشتبه عليهم وجود الخالق تعالى بوجود المخلوق؛ فظنوا أن وجود الخلق بعينه وجود الخالق؛ ومنشأ هذا الظن الفاسد: أن الموجودات كلها تشترك في مسمى الوجود بالمعنى العام.
فالله أيضا موجود، والكون أيضا موجود، واسم الموجود يشمل
__________
1 التدمرية ص50.

الصفحة 41