كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

سلبيين (عدميين) أو كان أحدهما وجوديا والآخر سلبيا (عدميا) فإن كانا وجوديين فإما أن يمكن خلو المحل منهما أم لا.
فالأولان ضدان: نحو البياض والسواد، والحجر والشجر، لأنه يجوز أن يكون هذا اللون لا أبيض ولا أسود بل يكون أحمر ويكون هذا الشيء لا حجرا ولا شجرا بل يكون إنسانا.
والآخران نقيضان عند أهل اللغة وأهل السنة كالوجود والإمكان والحدوث والقدم والدخول والخروج والاتصال والانفصال والمباينة والمجانبة. فهذه الأمور وإن كانت وجودية إيجابية ثبوتية ولكن لا يمكن رفعها معها كالنقيضين عند المناطقة والمتكلمين والجهمية.
وإن كانا وجوديين أيضا ولكن كان تصور أحدهما موقوفا بتصور الآخر.
فهما متضائفان نحو الابن والأب وإن كانا سلبيين:
نحو اللاإنسان واللاحجر. وهذا النوع لا تسميه به، ولكن قد يكون بينهما تصادقا.
نحو الكتاب فالكتاب لا إنسان ولا حجر، وقد يكون ذلك، نحو الإنسان، فإنه لا يقال له: هذا لا إنسان ولا حجر. بل يقال: حجر ولا إنسان. وإما أن يكون أحدهما وجوديا والآخر سلبيا، بحيث لا يجتمعان ولا يرتفعان، فهما نقيضان. نحو الإنسان، واللاإنسان.

الصفحة 46