كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

(36) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمبة رحمه الله:
"الوجه السادس ... " إلخ1.
الشرح:
قصد شيخ الإسلام: أنه لا بد في باب اتصاف الله تعالى أن نعلم أن ثبوت الصفات له تعالى ممكن بالإمكان الخارجي. أي: ليس ذلك مجرد الإمكان الذهني فقط، بل من الأمور الممكنة الواقعة في الخارج.
لأن إمكان الوصف لأي شيء لا يعلم إلا بثلاثة طرق:
1- إما أن يوجد ذلك الوصف لهذا الشيء.
2- أو أن يوجد ذلك الوصف لنظير ذلك الشيء.
3- أو أن يجيء ذلك الوصف لما هو أولى، والأخير مثاله.
الكتابة لزيد، ووصف زيد بالكتابة، فههنا ثلاث مراتب:
1-أن وصف زيد بالكتابة ثابت في الواقع لأن زيدا موصوف بالكتابة في الخارج.
2-والمرتبة الثانية ثبوت ذلك الوصف لعمر، فإن عمر من جنس زيد، فإذا ثبتت الكتابة لزيد فعمر يجوز اتصافه بالكتابة أيضا.
3-أن يوصف بذلك الوصف شيء آخر ولكنه أولى بذلك الوصف.
مثال ذلك صفة الكلام في الإنسان صفة كمال، فإذا ثبت ذلك الوصف لمن هو أدنى، فإثباته لمن هو فوق أولى، وذلك بالأدلة العقلية.
الحاصل: أن شيخ الإسلام يقول: إن صفة الكلام صفة خارجية توجد في الخارج عند الموصوفين بها. وذلك أن زيد موصوف بهذه الصفة فعلمنا اتصافه بها لأجل المشاهدة، وكذا نرى أن عمر أو
__________
1 التدمرية ص83.

الصفحة 47