كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

(40) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمبة رحمه الله:
"وذلك أنه ما من سبب من الأسباب إلا وهو مفتقر إلى سبب آخر في حصول مسببه" 1.
الشرح:
أقول: "السبب" في اللغة عبارة عن الحبل، ويقال لكل شيء يكون الوصول به إلى شيء آخر: إنه سبب، فالسبب ما يتوصل به إلى المقصود، وهذا المقصود يسمى مسببا. سواء كان حبلا، أو دلوا، أو سلاحا أو شيئا آخر، والسبب في الاصطلاح العام (شرعا وعرفا) :
هو ما يتوقف عليه المقصود.
أي: السبب هو الذي لا يحصل المسبب إلا بوجوده.
كالنصاب: فهو سبب لوجوب الزكاة.
ثم السبب قد يكون تاما، وهو الذي يكون سببا وحيدا لوجود المسبب، وقد يكون نافعا: وهو الذي يكون سببا للمسبب، ولكن هو وحده لا يكون سببا لهذا المسبب؛ بل يكون معه سبب آخر، وإذا اجتمعا يكونان سببا كاملا كالنصاب وحولان الحول كلاهما سبب لوجوب الزكاة. الحاصل: أن قصد شيخ الإسلام هو الرد على من جعل الأسباب مستقلة مستغنية في إيجاب المسببات.
فأراد شيخ الإسلام أن يرد على هؤلاء من وجهين:
__________
1 التدمرية ص92.

الصفحة 52