كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

(42) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمبة رحمه الله:
"ولكن توهمت طائفة أن للحسن والقبح معنى غير هذا..، وقابلتهم طائفة أخرى ظنت أن ما جاء به الشرع من الحسن والقبح يخرج عن هذا ... " 1.
الشرح:
أقول: للناس نزاع في أن حسن الأشياء وقبحها عقليان أم شرعيان.
فطائفة ظنت أن القبح والحسن لا يعلمان إلا بالعقل، وطائفة ظنت أن القبح والحسن لا يعلمان إلا بالشرع.
وكلتا هاتين الطائفتين على غطل.
فأراد شيخ الإسلام أن يبين غلطهما وبين الحق وهو القول الوسط.
وهو أن حسن الأشياء بمعنى كونها ملائمة للفاعل وقبحها بمعنى كونها غير ملائمة للفاعل بل منفرة.
أو كون الأشياء مما يحبه الفاعل أو يكرهه أو يتلذذ بها أو يتأذى بها.
فهذا لا شك يعلم تارة بالعقل. كعلمه بأن الطعام يشبع والماء يروي، وتارة يعلم بالشرع. وتارة يعلم بهما جميعا.
ولكن تفاصيل الحسن وتفاصيل القبح لا يعلم إلا بالشرع فقط.
__________
1 التدمرية ص94.

الصفحة 56