كتاب توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية

(44) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمبة رحمه الله:
"فالأحوال التي يعبر عنها بالاصطلام والفناء والسكر ونحو ذلك" 1.
الشرح:
أقول: "الأحوال" جمع "الحال".
والحال، لغة، غير الحال في اصطلاح أهل الكلام، وهو غير الحال في اصطلاح الصوفية، وهو غير الحال في اصطلاح النحاة، والمراد من الحال ههنا "الحال" في اصطلاح الصوفية فالحال في اصطلاح الصوفية: "ما يرد على القلب لمحض الموهبة من غير تعمد ولا اجتلاب ولا اكتساب من طرب أو حزن أو قبض أو بسط"2.
قلت: الأحوال من خرافات الصوفية وترهاتهم.
ولكن المؤمن إذا سمع آيات الجهاد والإنفاق والتوحيد والرد على المشركين وأهل البدع، وفرح بذلك وسر وزاد إيمانه مع إيمانه السابق فهذا من الأحوال الطيبة.
وإذا عمل أي عمل صالح وفرح بذلك، فهذا من الأحوال الطيبة، وإذا عمل سيئة وحزن عليها وندم وتاب إلى الله تعالى فهذا من الأحوال الطيبة، وأما إذا خالف الكتاب والسنة وعمل السيئة ولم يحزن بل بعكس ذلك فرح بالعشق والفجور، فهذا من الأحوال السيئة.
وإذا سمع آيات الجنة واشتاق إليها فهذا من الأحوال الحسنة
__________
1 انظر: تعريفات الجرجاني 81. واصطلاحات القاشاني 57.
2 التدمرية ص95.

الصفحة 60