كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 23)

651/ 412 - "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ اللهَ يعتذر إلَى آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاثَ مَعَاذِيرَ: يَقُولُ الله - تَعَالَى- يَا بْنَ آدَمَ لَوْلَا أَنِّي لَعَنْتُ الكَذَّابِينَ وَأَبغَضْتُ الكَذِبَ وَالْحَلفَ وَأَوْعَدتُ عَلَيْهِ، لَرِحمتُ الْيَومَ ذُرّيتكَ أَجْمَعينَ مِنْ شِدَّةِ مَا أَعْدَدْتُ لَهُم مِنَ الْعَذَابِ، وَلكِن حَقَّ الْقَوْل مِنِّي لَمِن كَذَّبَ رُسُلي، وَعَصَى أَمْرِي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّم مِنْهم أَجَمَعين وَيَقُولُ الله - تَعَالَى-: يَا آدَمُ إِنِّي لا أُدْخِلُ أَحدًا مِنْ ذُرِّيَّتكَ النَّارَ، وَلا أُعَذِّبُ أَحَدًا مِنهُم بِالنَّارِ إِلَّا مَنْ قَدْ علْمت فِي سَابِق عِلْمي أَنْ لَوْ رَدَدْتهُ إِلَى الدُّنْيَا لَعَادَ إِلَى شَرِّ مَا كَانَ فِيهِ لَم يَرجِعْ وَلَم يَتُبْ، وَيَقُولُ لَهُ: يَا آدم قَدْ جَعَلْتُكَ الَيومَ حَكَمًا بَيْني وبَيْنَ ذُرِّيتكَ، قُم عِنْد الْميزَانِ فَانُظر ما يرفَع إِلَيْكَ مِنْ أَعْمَالِهِم، فَمَنْ رَجَحَ مِنْهُم خَيرهُ عَلَى شَرِّهِ مِثقَالَ ذَرَّة، فَلهُ الجَنَّة حَتَّى يَعْلَم أَنِّي لَا أُدْخِلُ النَّار مِنهُمْ إِلا ظَالِمًا".
الحكيم (¬1).
¬__________
= ما هو خير لك من خادم فساق الحديث وفيه ذكر هذا الدعاء يمثل سياق الجماعة وهو: (اللهم رب السموات ورب الأرض ورب كل شيء ومليكه خالق الحب والنوى ومنزل التوارة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقضى عني الدين واغننى من الفقر".
(¬1) تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 363 ذكر سجود الملائكة لآدم وخلق حواء - بلفظ: عن الحسن أنه قال: خطبنا أبو هريرة على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ليعتذرن الله إلى آدم ثلاث معاذير يقول الله يآدم لولا أني لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والحلف وأعذب عليه لرحمت اليوم ولدك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق مني لأن كذبت رسلي وعصى أمري لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين، ويقول الله يآدم اعلم أني لا أدخل من ذريتك النَّار أحدًا ولا أعذب منهم بالنار أحدًا إلا من قد علمت بعلمي إني لورددته إلى الدُّنيا لعاد إلى شر مما كان فيه ولم يرجع ولم يتوب، ويقول الله - تعالى-: قد جعلتك حكمًا بيني وبين ذريتك، قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شر مثال ذرة فله الجنة حتى تعلم أني لا أدخل النار منهم إلا ظالما) ورواه سعيد بن يونس على أنه من كلام الحسن (أقول وهذا هو الصواب).

الصفحة 28