كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 23)
رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: كُلُّ أُمَّتَي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإنَّ مِنَ الجهار أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيَلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُول يَا فُلَانُ: عَمِلْتُ الْبَارِحَة كَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيَصْبِحُ وَيِكْشِفُ سِتَر اللهِ عَنْهُ، وَكَانَ يَقُولُ إذَا خَطبَ: كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ لَا بُعْدَ لِمَا يأتِي لا يعجلُ اللهُ - تَعَالَى- بِعَجَلَةِ أَحَدٍ، وَلاَ يخْلِفُ لأَمْرِ النَّاسِ مَا شَاءَ اللهُ لَا مَا شَاء النَّاسُ، يُرِيدُ النَّاسُ أَمْرًا وَيرِيدُ اللهُ أَمْرًا، مَا شَاءَ اللهُ كَانَ، ولَوْ كَرِهَ النَّاسُ لَا مُبْعِدَ لَمِا قَربَ اللهُ، وَلا مُقَرِّبَ لِمَا بَعَّدَ اللهُ، وَلا يَكُونُ شَيِءٌ إِلَّا بِإذْنِ اللهِ، وَكَانَ يَأمُرُ عْنِد الرُّقَادِ، وَخَلَفَ الصَّلاةِ بِأَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ تَكْبِيرَةً، وَثَلاثًا وَثَلاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثًا وَثَلاثَين تَحْمِيدَةً، فَتِلْكَ مائَةُ، وَزَعمَ سَالِمُ بْن عَبْدِ الله أَنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَهُ لابْنَتِه فَاطِمةَ".
كر (¬1).
¬__________
(¬1) صحيح البخاري ج 8 ص 24 فقد ذكر الحديث عن أبي هريرة مقتصرًا على الجزء الأول منه في باب ستر المؤمن على نفسه بلفظ:
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب، عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من من المجانة، أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
وفي صحيح مسلم ج 4 ص 2291 كناب (الزهد والرقائق) باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه فقد ذكر الحديث برقم 52 (2990) عن أبي هريرة مختصرًا - كما في البخاري- على الجزء الأول من الحديث.
وفي السنن الكبرى للبيهقي ج 3 ص 215 كتاب الجمعة باب كيف يستحب أن تكون الخطبة فقد ذكر الشق الثاني من الحديث عن ابن شهاب قال:
وبلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا خطب: كل ما هو آت قريب لا بُعد لما هو آت، لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يخفف لأمر الناس، ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الناس أمرًا، ويريد الله أمرًا، وما شاء الله كان ولو كره الناس لا مبعد لما قرب الله، ولا مقرب لما بعد الله فلا يكون شيء إلا بإذن الله. =