كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 23)

704/ 55 - "عَنْ سَعِيد بن المُسَيَّب قَال: لَمَّا كَانَ لَيلَة دخلَ النَّاسُ مكَّةَ لَيلَةَ الْفَتْحِ لَم يَزَالُوا فِى تَكْبِيرٍ وَتهْلِيلٍ وَطَوَافٍ بِالْبَيتِ حَتَّى أَصْبَحَوا فَقَال أَبُو سُفْيَانِ لِهِنْد: أَتَرينَ هَذَا مِنَ اللَّهِ تَعَالى؟ ثُم أَصْبَحَ فَغَدا أَبو سُفْيَان إِلى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَال لَهُ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: قُلت لِهِنْد: أَتَرين هَذَا من اللَّهِ؟ قَالَتْ: نَعَم هُوَ مِنَ اللَّهِ فَقَال أَبُو سُفْيَان: أَشْهَد أَنَّكَ عَبْد اللَّهِ وَرَسُولُه وَالَّذِى يحْلِفُ بِه أَبو سُفْيَان مَا سَمِعَ قولى هَذَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلا اللَّه تَعَالى وَهِنْد".
كر وسنده صحيح (¬1).
704/ 56 - "عَن ابن المُسَيَّب قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِلعَبَّاسِ: يَا أَبَا الفَضْلِ! أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قَال: بَلى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَال: لَوْ قَدَّمْتَ أَعْطَاكَ اللَّهُ حَتَّى تَرْضَى".
¬__________
= وفى تاريخ ابن عساكر جـ 6 ص 453 - صهيب بن سنان بن مالك. . . إلخ. بلفظ: (وفى رواية ابن سعد عن سعيد بن المسيب قال: أقبل صهيب مهاجرًا نحو المدينة واتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أنى من أرماكم رجلًا وأنتم واللَّه لا تصلون إلى حتى أرمى بكل سهم معى في كنانتى ثم أضربكم بسيفى ما بقى بيدى منه شئ، فافعلوا ما شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالى وخليتم سبيلى قالوا: نعم ففعل، فلما قدم على النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: ربح البيع أبا يحيى قالها ثلاثًا، قال: فنزلت الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} ورواه ابن أبى خيثمة، ورواه الإمام أحمد مختصرًا، ورواه الطبرانى عن ابن جريج أن هذه الآية نزلت في صهيب.
وفى طبقات ابن سعد جـ 3 ص 162، 163 القسم الأول في البدريين من المهاجرين -صهيب بن سنان- بلفظه عن سعيد بن المسيب.
(¬1) الحديث في البداية والنهاية لابن كثير جـ 4 ص 304 صفة دخوله عليه السلام مكة - بلفظ: (ثم روى البيهقى من طريق ابن خزيمة وغيره عن أَبى حامد بن الشرقى عن أَبى محمد بن يحيى الأهلى، حدثنا مولى بن أعين الجزرى، ثنا أَبى عن إسحاق بن راشد عن سعيد بن المسيب قال: لما كان ليلة دخل الناس مكة ليلة الفتح لم يزالوا في تكبير وتهليل وطواف بالبيت حتى أصبحوا، فقال أبو سفيان لهند أترى هذا من اللَّه؟ قالت: نعم هذا من اللَّه، قال: ثم أصبح أبو سفيان فغدا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: قلت لهند أترى هذا من اللَّه؟ قالت: نعم هذا من اللَّه؟ فقال أبو سفيان: أشهد أنك عبد اللَّه ورسوله والذى يحلف به ما سمع قولى هذا أحد من الناس غير هند) وما بين القوسين من البداية والنهاية.

الصفحة 711