كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 23)

الْمُغِيرَةِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ لَا يُنَاشَدُ قَال: فَأَعْطَى وَكسَى وَحَىَّ، قَال: فَحَكَّ فِى نَفْسِى شَئٌ فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمسَيَّب فَحَدَّثْتُهُ فَقَال: قَاتَلَ اللَّهُ -تَعَالى- قَبِيصَةَ، كيفَ بَاعَ دِينهُ بِدُنْيَا فَاسدَةٍ؟ وَاللَّهِ مَا مِنِ امْرَأَةٍ مِنْ خُزَاعَةَ قعيدة فِى بَيْتهَا إِلَّا قَدْ حَفِظَتْ قَوْلَ عَمْرِو بْنِ سالمٍ الْخُزَاعِىِّ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-:
اللهم إنى ناشدٌ محمدًا ... حِلفَ أَبينَا وأَبِيهِ الأَتْلَدَا
فَيُنَاشَدُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وَلَا يَناشَدُ الْخَلِيَفةُ".
كر (¬1).
704/ 75 - "عَنْ حَبِيب بْنِ هِنْد الأسْلَمِىِّ قَال: قال لِى سَعِيدُ بن المُسَيَّبِ: إِنَّمَا الخُلَفَاءُ ثَلاثَةٌ، قُلتُ: مَنْ؟ قَال: أَبُو بَكرٍ وَعُمَرُ وَعُمَرُ، قُلتُ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قَدْ عَرَفْنَاهُمَا، فَمَنْ عُمَرُ؟ قَال: إِنْ عشْتَ أَدْرَكْتَه وَإِنْ مُتَّ كَانَ بَعْدَكَ".
كر (¬2).
¬__________
(¬1) الحديث في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 18 ص 244، 245 باب 1560 (عمران بن أَبى كثير الحجازى) قال عمران بن كثير: قدمت الشام فإذا قبيصة بن ذؤيب قد جاء برجل من أهل العراق، فأدخله على عبد الملك بن مروان فحدثه عن أبيه عن المغيرة بن شعبة أنه سمع النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن الخليفة لا يناشد، قال: فأعطى وكسى وحى، قال: فحك في نفسى شئ، فقدمت المدينة، فلقيت سعيد بن المسيب، فحدثته فضرب يده بيدى ثم قال: قاتل اللَّه قبيصة! كيف باع دينه بدنيا فانية؟ ! واللَّه ما من امرأة من خزاعة قعيدة في بيتها إلا وقد حفظت قول عمرو بن سالم الخزاعى لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (الرجز):
اللهم إنى ناشد محمدًا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
أفيناشد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا يناشدا الخليفة؟ ! قاتل اللَّه قبيصة! كيف باع دينه بدنيا فانية.
(¬2) الحديث في حلية الأولياء لأبى نعيم جـ 5 ص 257 ترجمة عمر بن عبد العزيز فقد ذكر الحديث عن حبيب ابن هند الأسلمى بلفظ: =

الصفحة 720