كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 23)

706/ 70 - "عَنْ عُبَيد بن عُمَير قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يداينُ الناس أَوْ يُبَايعُهُم لَهُ كاتِبٌ وَمُتَجَازٍ فَيَأتِيهِ المعْسِرُ وَالمُسْتَنْظِرُ فَيَقُولُ لِكَاتِبِه ومتجازيه: أَجل وَأنْظِرْ وتجاوز لِيَوم يتجاوز عَنَّا فِيهِ، فلقى اللَّه -تعَالَى- وَلَمْ يعْمل خَيْرًا غَيْرَهُ، فَغُفِرَ لَهُ".
عب (¬1).
706/ 71 - "عَنْ عُبَيْد بن عُمَيْرٍ قَالَ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَعَلَى مكَّةَ عَامِلُهَا عَتاب بن أَسِيد، فَلَمَّا بَلَغَهُم مَوْت النَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ضَج أَهْل المَسْجدِ، فَخَرَجَ عَتاب حتى دخل شِعْبًا مِنْ شِعَابِ مَكَّةَ فَأتَاهُ سَهَيْل بن عَمْرٍ وفَقَالَ: قُمْ فِى النَّاسِ فَتَكَلَّمْ، فَقَالَ: لَا أطِيقُ الكَلَام مَعَ مَوْتِ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: فَاخْرُجْ مَعِى فَأَنَا أكفِيكَهُ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَيَا المَسْجِد الحَرَامَ فَقَامَ سُهَيْل خَطِيبًا، فَحمدَ اللَّه -تَعَالَى- وَأثْنَى عَلَيْهِ، وَخَطَبَ بمِثْلِ خُطْبَةِ أَبِى بَكْر لَم يَخْرِمْ (*) عَنْهَا شَيْئًا وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ لِعُمر بن الخَطَّابِ وَسُهَيْل بن عَمْرو فِى الأَسْرى يَوْمَ بَدْرٍ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى أَنْ تَنْزِع ثناياه دَعْهُ، فَعَسَى اللَّه -تعالى- أَنْ يُقيَمهُ مَقَامًا يَسُرُّكَ، فَكَانَ ذَلِكَ المَقَام الذِى قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَضُبِطَ عَمَل عِتَاب وَما حَوْلَه".
سيف - كر (¬2).
¬__________
(¬1) أخرجه مصنف ابن أبى شيبة جـ 7 ص 11 رقم 2213 كتاب (البيوع والأقضية) - 297 - إنظار العسر والرفق به - بلفظ (حدثنا أبو بكر قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو قال: سمعت عمر بن عمر قال: كان رجل يداين الناس وببايعهم، وكان له كاتب ومتجازى فيأتيه المعسر والمستنظر فيقول له: كل وانظر وتجاوز اليوم، فتجاوز عنا، قال: فلقى اللَّه ولم يعمل خيرًا غيره فغفر له).
(*) يخرم: لم يخرم أَبى ما نقص وما قطع. مختار الصحاح ص 135.
(¬2) أخرجه المستدرك للحاكم جـ 3/ ص 282 كتاب (معرفة الصحابة) ذكر سهيل بن عمرو بن عبد شمس بلفظ (حدثنى على بن عيسى ثنا إبراهيم بن أَبى طالب ثنا ابن أبى عمر ثنا سفيان عن عمرو، وعن الحسن بن محمد قال: قال عمر: للنبى-صلى اللَّه عليه وآله وسلم- يا رسول اللَّه! دعنى أنزع ثنيتى سيل بن عمرو فلا يقوم خطيبا في قومه أبدًا، فقال: دعه فلعله أن يسرك يوما، قال سفيان: فلما مات النبى -صلى اللَّه عليه وآله وسلم- نفر أهل مكة فقام سهيل بن عمرو عند الكعبة فقال: من كان محمد صلى عليه وآله وسلم إلهه فإن محمدًا قد مات واللَّه حى لا يموت) ووافقه الذهبى. =

الصفحة 767