كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 23)

706/ 89 - "عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: جَاءَتْ وَلِيدَة لِبَنِى هِلَالٍ يُقَالُ لَهَا: بَرِيرَةُ تَسْتَعِينُ عَلَى عَائِشَةَ فِى كِتَابَتِهَا فَسَامَتْ عَائِشَةُ بِهَا أَهْلَها، فَقَالُوا: لَا نَبِيعُها إِلَّا وَلَنَا وَلَاؤُهَا، فَتَرَكتْهَا وَقَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أبَوْا أَنْ يَبِيعُوهَا إِلّا وَلَهُمْ وَلَاؤُهَا، فَقَالَ: لَا يَمْنَعُكَ ذَلِكَ، إِنَّمَا الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ، فَابْتَاعَتْهَا عَائِشَةُ وَأَعْتَقَتْهَا، فَخَيَّرَتْ بَريْرَةَ فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، فَقَسَمَ لَهَا النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- شَاةً فَأَهْدَتْ لِعَائِشَةَ مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ فَقَالَتْ: لَا: إِلَّا ذَا الشَّاة الَّتِى أَعْطَيتَ بَريرةَ، فَنَظَرَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: قَدْ وَقَعَتْ مَوْقِعَهَا، هِى عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ، فَأَكلَ مِنْهَا، قَالَ عُرْوَةُ: ابْتَاعَتْهَا مكاتبة عَلَى ثمانى أَوَاقٍ، وإن لَمْ تَقْضِ مِنْ كَتَابَتِهَا شَيْئًا".
عب (¬1).
¬__________
= عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى قال: دخلت خولة ابنة حكيم امرأة عثمان بن مظعون على عائشة، وهى باذَّة الهيئة، فسألتها ما شأنك؟ فقالت: زوجى يقوم الليل ويصوم النهار فدخل النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- على عائشة فذكرت ذلك له، فلقى النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- عثمان فقال: يا عثمان! إن الرهبانية لم تكتب علينا، أفمالك فِى أسوة؟ فواللَّه إنى أخشاكم للَّه، وأحفظكم لحدوده.
قال الزهرى: وأخبرنى سعيد بن المسيب أنه سمع سعد بن وقاص، لقد رد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على عثمان التبتل، ولو أحله له لاختصينا.
(¬1) أخرجه المصنف لعبد الرزاق جـ 7 ص 249 رقم 13008 - باب: الأمة تعتق عند العبد - عن عروة بلفظ: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرنى أبو الزبير أنه سمع عروة بن الزبير يقول: جاءت وليدة لبنى هلال يقال لها بريرة، تستعين عائشة في كتابتها، فسامت عائشة بها أهلها، فقالوا: لا نبيعها إلا ولنا ولاءها، فتركتها، وقالت لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أبوا أن يبيعوها إلا ولهم الولاء عليها، فقال: لا يمنعك ذلك، إنما الولاء لمن أعتق فابتاعتها عائشة وأعتقتها، فخيرت بريرة، فاختارت نفسها، فقسم لها النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- شاة فأهدت لعائشة نصفها، فقال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: هل عندكم من طعام؟ قالت: لا، إلا ذا الشاة التى أعطيت بريرة، فنظر ساعة. ثم قال: قد وقعت موقعها، هى عليها صدقة ولنا هدية، فأكل منها، وقال عروة: ابتاعتها مكاتبة على ثمانى أواق، لم تقض من كتابتها شيئًا.

الصفحة 775