كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 23)

عَلَى "إلى" جَيْشٍ عَامَّتُهُم المُهَاجِرُونَ، فيهم عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ أَمَرَهُ رَسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يُغِيرَ عَلَى أَهْلِ مُؤْتَةَ، وَعَلَى جَانِبِ فلَسْطِين، حَيْثُ أُصيبَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَجَلَسَ رَسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى ذَلِكَ الجِذعْ، وَاجْتَمَعَ المُسْلِمُونَ يُسَلمُونَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ بِالعَافِيَة، فَدَعَا رَسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أُسَامَةَ بْنَ زَيْد فَقَالَ: اغْدُ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- وَالنَّصْر وَالعَافِيَة، ثُمَّ اغْزُ حَيْثُ أمَرْتُكَ أَنْ تَغْزُو "تغير"، قَالَ: بِأبِى أَنْتَ "وأمى" قَدْ أصْبَحْتَ مُفِيقًا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّه -تَعَالَى- قَدْ شَفَاكَ فَائذَنْ لِى أَنْ أَمْكُثَ حَيثُ يَشْفِيكَ اللَّهُ -تَعَالَى- فَإِنِّى إِنْ خَرَجْتُ عَلَى هذِهِ الحَالَةِ خَرَجَتُ وفِى قَلبِى قُرْحَةٌ (*) مِنْ شَأنِكَ، وَأكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْكَ النَّاسَ فَسَكَتَ رَسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَلَمْ يُرَاجِعْهُ وَقَامَ فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ".
كر (¬1).
¬__________
(*) قرحةٌ: هكذا بالمصادر.
(¬1) ما بين الأقواس من الكنز.
دلائل النبوة للبيهقى جـ 7 ص 200 - باب: ما جاء في تقرير النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- أَبى بكر على آخر صلاة بالناس في حياته. . . إلخ.
فقد ذكر في ص 200 ما يأتى: -
وكان أسامة بن زيد فد تجهز للغزو، وخرج في ثقله إلى الجرف، فأقام تلك الأيام يشكوى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أمره على جيش عامتهم المهاجرون، فيهم عمر بن الخطاب، وأمره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يغير على مؤتة وعلى فلسطين حيث أصيب زيد بن حارثة، وجعفر بن أَبى طالب، وعبد اللَّه بن رواحة، فجلس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى ذلك الجذع واجتمع إليه المسلمون يسلمون عليه، ويدعون له بالعافية، ودعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أسامة بن زيد فقال:
اغد على بركة اللَّه والنصر والعافية، ثم أغر حيث أمرتك أن تغير.
قال أسامة: يا رسول اللَّه قد أصبحت مفيقًا، وأرجو أن يكون اللَّه -عز وجل- قد عافاك، فائذن لى فأمكث حتى يشفيك اللَّه، فإنى إن خرجت وأنت على هذه خرجت وفى نفسى منك قرحة، وأكره أن أسأل عنك الناس، فسكت عنه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقام فدخل بيت عائشة.

الصفحة 783