كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 23)

فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: اذْهَبْ يَا بِلَالُ وَاقْطَعْ لِسَانهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أيُقْطَعُ لِسَانِى بَعْدَ الإِسْلَام يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ لَا أَعُودُ أَبَدًا، فَلَمَّا رَأَى بِلَالٌ جَزعَهُ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَأمُرْنِى أَنْ أَقْطَعَ لِسَانَكَ، أمَرَنِى أَنْ أَكْسُوكَ وَأُعْطِيكَ شَيْئًا".
كر (¬1).
706/ 109 - "عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: أَخَذَ العَبَّاسُ بَنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بِيَدِ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في العقبة حين وافاه السبعون من الأنصار فأخذ رسول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَاشْتَرَطَ لَهُ وَذَلِكَ وَاللَّهِ فِى غُرَّةِ الإِسْلَامِ وَأَوَّلِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ -تَعَالَى- أحَدٌ عَلَانِيَةً".
¬__________
(¬1) تهذيب تاربخ دمشق الكبير جـ 7 ص 260، 261 ترجمة العباس بن مرداس فقد ذكر الحديث عن عروة، وعن رافع بن خديج بلفظ:
أخرج الحافظ من طريق الجوزقى عن عروة، وعن رافع بن خديج: أنه لما كان يوم فتح مكة قسم النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- بين الناس قسمًا.
وفى حديث رافع أن ذلك كان يوم حنين وهو الصحيح، فأعطى أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى العباس بن مرداس دون ذلك فقال العباس:
1 - كانت نهابًا تلافيتها ... وكرى على القوم بالأجرع
2 - وحتى الجنود لكى يدلجوا ... إذا هجع القوم لم أهجع
3 - فأصبح نهبى ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع
4 - إلا أفائل أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
5 - وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
6 - وقد كنت في الحرب ذا نذرا ... فلم أعط شيئا ولم أمنع
7 - وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع
فأقم له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مائة، وفى رواية أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لبلال:
اذهب فاقطع لسانه، فذهب بلال، فجعل العباس يقول: يا معشر المسلمين! أيقطع لسانى بعد الإسلام يا رسول اللَّه لا أعود أبدًا، فلما رأى بلال جزعه قال:
إنه لم يأمرنى أن أقطع لسانك، ولكن أمرنى أن أكسوك وأعطيك شيئًا.

الصفحة 786