كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 23)

بِرَبِّ النّاسِ} (¬١). (١٥/ ٧١٩)

٨٥٣٥٤ - عن أبي رافع، قال: طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبيت، ثم جاء مقام إبراهيم، فقرأ: {واتَّخِذُوا مِن مَقامِ إبْراهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥]، ثم صَلّى فقرأ بفاتحة الكتاب، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ اللَّهُ الصَّمَد} فقال: «كذلك الله». {لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ} قال: «كذلك الله». {ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أحَدٌ} قال: «كذلك الله». ثم ركع وسجد، ثم قرأ بفاتحة الكتاب، و {قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ لا أعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ولا أنْتُمْ عابِدُونَ ما أعْبُدُ} فقال: «لا أعبد إلا الله». {ولا أنا عابِدٌ ما عَبَدْتُمْ ولا أنْتُمْ عابِدُونَ ما أعْبُدُ} فقال: «لا أعبد إلا الله». {لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ} ثم ركع وسجد (¬٢). (١٥/ ٧١٢)

٨٥٣٥٥ - قال عبد الله بن عباس: ليس في القرآن سورة أشد لِغَيظ إبليس مِن هذه السورة؛ لأنها توحيد وبراءة من الشّرك (¬٣). (ز)

تفسير السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥)}
٨٥٣٥٦ - قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ} قالوا: مالك، يا محمد؟ قال: {لا أعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ} يقول: لا أعبد آلهتكم التي تعبدون اليوم، {ولا أنْتُمْ عابِدُونَ} إلهي الذي أعبده اليوم {ما أعْبُدُ، ولا أنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ} فيما بعد اليوم، {ولا أنْتُمْ عابِدُونَ ما أعْبُدُ} فيما بعد اليوم (¬٤). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٥/ ٤٤ (٢٣٥٥٣)، ٦/ ١٠١ (٢٩٨٠١)، والطبراني في الأوسط ٦/ ٩٠ - ٩١ (٥٨٩٠)، وفي الصغير ٢/ ٧ (٨٣٠) واللفظ له.
قال الهيثمي في المجمع ٥/ ١١١ (٨٤٤٥): «رواه الطبراني في الصغير، وإسناده حسن». وأورده الألباني في الصحيحة ٢/ ٨٩ (٥٤٨).
(¬٢) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(¬٣) تفسير الثعلبي ١٠/ ٣١٥.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٨٨٨.

الصفحة 644