كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 23)

٨٥٥١٠ - عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أنّ عَقيلًا دخل على معاوية، فقال معاوية لعقيل: أين ترى عمّك أبا لهب مِن النار؟ فقال له عقيل: إذا دخلتَها فهو على يسارك، مُفترِشٌ عمّتك حمّالة الحطب، والراكب خير مِن المركوب (¬١). (١٥/ ٧٣٨)

٨٥٥١١ - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: مَرَّتْ دُرّة ابنة أبي لهب برجل، فقال: هذه ابنة عدوّ الله أبي لهب. فأقبلتْ عليه، فقالت: ذكر الله أبي بنباهته وشرفه، وترك أباك لجهالته. ثم ذَكرتْ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فخطب الناس، فقال: «لا يُؤذَيَنَّ مسلمٌ بكافر» (¬٢). (١٥/ ٧٣٩)

٨٥٥١٢ - عن عبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وعمار بن ياسر، قالوا: قدمتْ دُرّة بنت أبي لهب مُهاجرة، فقال لها نسوة: أنتِ دُرّة بنت أبي لهب الذي يقول الله: {تَبَّتْ يَدا أبِي لَهَبٍ}. فذَكرتْ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فخطب، فقال: «يا أيها الناس، مالي أُوذى في أهلي، فواللهِ، إنّ شفاعتي لَتُنال بقرابتي، حتى إنّ حكمًا وحاء وصُداء وسلهبًا (¬٣) تنالها يوم القيامة بقرابتي» (¬٤). (١٥/ ٧٣٩)

٨٥٥١٣ - قال مقاتل بن سليمان: فلما نزلت هذه الآية في أبي لهب قيل لها: إنّ محمدًا قد هجا زوجكِ، وهجاكِ، وهجا ولدكِ. فغضبتْ، وقامت فأمَرتْ وليدتها أن تحمل ما يكون في بطن الشاة من الفَرْث والدم والقذر، فانطلقتْ لتستدلّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - لتُلقي ذلك عليه؛ فتصغره، وتذلّه به، لما بلغها عنه، فأُخبرتْ أنه في بيت عند الصَّفا، فلما انتهتْ إلى الباب سمع أبو بكر -رحمة الله عليه- كلامها، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - داخل البيت، فقال أبو بكر -رحمة الله عليه-: يا رسول الله، إنّ أُمّ جميل
---------------
(¬١) أخرجه ابن عساكر ٤١/ ٢٣.
(¬٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في الحلم (١١٢)، وابن عساكر ٦٧/ ١٧٢.
(¬٣) حكم وحاء وصداء وسلهب: أحياء من أحياء العرب. كما في علل ابن أبي حاتم ٢/ ٧٥، ومصنف عبد الرزاق ١١/ ٥٦ - ٥٧ (١٩٨٩٩).
(¬٤) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٥/ ٤٧٠ (٣١٦٥)، والطبراني في الكبير ٢٤/ ٢٥٩ (٦٦٠).
قال الهيثمي في المجمع ٩/ ٢٥٧ - ٣٥٨ (١٥٤٠٢): «رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي، وثّقه ابن حبان، وضعّفه أبو حاتم، وبقية رجاله ثقات».

الصفحة 674