كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 23)

٨٥٥٢٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: جاء ناسٌ مِن اليهود إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: انسب لنا ربّك. -وفي لفظ: صِف لنا ربّك-. فلم يَدْرِ ما يرُدّ عليهم؛ فنزلت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ} حتى خَتم السورة (¬١). (١٥/ ٧٤٥)

٨٥٥٣٠ - عن محمد بن السّائِب الكلبي: أنّ المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربّك وصِفه. فأنزل الله هذه السورة (¬٢). (ز)

٨٥٥٣١ - قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ اللَّهُ الصَّمَد} تعني: أحدٌ لا شريك له، وذلك أنّ عامر بن الطفيل بن صعصعة العامري دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أما -واللهِ- لَئِن دخلتُ في دينك لَيَدخُلنّ مَن خلفي، ولَئن امتنعتُ لَيمتنعن مَن خلفي. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فما تريد؟». قال: أتّبعك على أن تجعل لي الوبَر، ولك المَدر. قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا شرط في الإسلام». قال: فاجعل لي الخلافة بعدك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا نبي بعدي». قال: فأريد أن تفضّلني على أصحابك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا، ولكنك أخوهم إنْ أحسنتَ إسلامك». فقال: فتجعلني أخا بلال، وخبّاب بن الأرت، وسلمان الفارسي، وجعال؟! قال: «نعم». فغضب، وقال: أما -واللهِ- لَأُثيرنّ عليك ألف أشقر، عليها ألفُ أمرد. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ويحك، تخوّفني؟!». قال له جبريل - عليه السلام - عن ربّه: لَأُثيرنّ على كلّ واحد منهم ألفًا من الملائكة، طول عُنُق أحدهم مسيرة سنة، وغِلظها مسيرة سنة. وكان يكفيهم واحد، ولكن الله - عز وجل - أراد أن يُعلمه كثرة جنوده، فخرج مِن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متعجّب مِمّا سمع منه، فلقيه الأربد بن قيس السهمي، فقال له: ما شأنك؟ وكان خليله، فقصّ عليه قِصّته، وقال: إنى دخلتُ على ابن أبي كَبشة آنفًا، فسألته الوبَر، وله المَدر، فأبى، ثم سألتُه من بعده، فأبى، ثم سألتُه أن يفضِّلني على أصحابه، فأبى. وقال: أنتَ أخوهم إنْ أحسنتَ إسلامك. فقال له: أفلا قتلتَه؟ قال: لم أُطِق ذلك. قال: فارجع بنا إليه، فإن شئتَ حدّثته حتى أضرب عُنُقه. فانطلقا على وجوههما حتى دخلا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقعد عامر عن يمينه والأربد عن يساره، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علم ما يريدان. قال: وجاء مَلكٌ مِن الملائكة، فعَصر بطن الأربد بن قيس، وأقبل عامر
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ٧٢٩. وعزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وابن المنذر.
(¬٢) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/ ١٧٢ - .

الصفحة 680