كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 23)

ثم رفعوا الصخرة، وأخرجوا الجُفّ، فإذا فيه مُشاطة رأسه، وأسنانٌ من مشطه، وإذا وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة، مغروزة بالإبَر. فأنزل الله تعالى السورتين، فجعل كلما قرأ آية انحلَّت عقدة، ووجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خِفَّة، حتى انحلت العقدة الأخيرة، فقام كأنما أُنشِط من عِقال (¬١)، وجعل جبريل - عليه السلام - يقول: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من حاسد وعين، والله يشفيك. فقالوا: يا رسول الله، أفلا نأخذ الخبيث نقتله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن يثير على الناس شرًّا» (¬٢). (ز)

٨٥٦٠٤ - عن زيد بن أرقم، قال: سَحَر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من اليهود، فاشتكى، فأتاه جبريل فنزل عليه بالمُعوّذتين، وقال: إنّ رجلًا من اليهود سَحرك، والسِّحر في بئر فلان. فأرسل عليًّا، فجاء به، فأمره أن يحُلّ العُقد، ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحُلّ، حتى قام النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كأنما نشِط من عِقال (¬٣). (١٥/ ٧٩٢)

٨٥٦٠٥ - قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} وذلك أنّ لَبِيد بن عاصم بن مالك، ويقال: ابن أعصم اليهودي، سَحر النبي - صلى الله عليه وسلم - في إحدى عشرة عُقدة في وتَرٍ، فجعله في بئر لها سبع موانى في جُفّ طَلْعةٍ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستند إليها، فَدَبّ فيه السِّحر، واشتدّ عليه ثلاث ليالٍ، حتى مرض مرضًا شديدًا، وجزعت النساء، فنَزَلَت المعوّذات، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائم إذ رأى كأن مَلَكين قد أتياه، فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما شكواه؟ قال: أصابه طِبّ -يقول: سِحر-. قال: فمَن طبَّه؟ قال: لَبِيد بن أعصم اليهودي. قال: في أي شيء؟ قال: في قِشر طَلْعة. قال: فأين هو؟ قال: في بئر فلان. قال: فما دواؤه؟ قال: تُنزف البئر، ثم يُخرج قِشر الطَّلعة، فيحرقه، ثم يحِل العُقد، كلّ عُقدة بآية من المُعوّذتين، فذلك شفاؤه. فلما استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - وجّه علي بن أبي
---------------
(¬١) أُنشِط من عقال: حَلَّ. النهاية (نشط).
(¬٢) أورده الثعلبي ١٠/ ٣٣٨، والبغوي ٨/ ٥٩١ مختصرًا.
قال ابن كثير ٨/ ٥٣٨ بعد إيراد سياق الثعلبي للحديث معزوًّا إليه: «هكذا أورده بلا إسناد، وفيه غرابة، وفي بعضه نكارة شديدة، ولبعضه شواهد مما تقدم».
(¬٣) أخرجه عبد بن حميد في المنتخب من مسنده ١/ ٢٢٨ (٢٧١)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ١٥/ ١٨٠ (٥٩٣٥).
وأخرجه بنحوه أحمد ٣٢/ ١٤ (١٩٢٦٧)، والنسائي ٧/ ١١٢ (٤٠٨٠).
وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٧٦١).

الصفحة 695