كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 23)

٨٥٦١٤ - عن أنس بن مالك: أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ركب بغلة، فحادت به، فحبسها، وأمر رجلًا أن يقرأ عليها: {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ}، فسكنت ومضت (¬١). (١٥/ ٧٩٠)

٨٥٦١٥ - عن أبي هريرة، قال: أهدى النّجاشي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلة شهباء، فكان فيها صعوبة، فقال للزُّبير: «اركبها، وذلِّلها». فكأن الزُّبير اتقى، فقال له: «اركبها، واقرأ القرآن». قال: ما أقرأ؟ قال: «اقرأ: {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}، فوالذي نفسي بيده، ما قمتَ تُصلِّي بمثلها» (¬٢). (١٥/ ٧٩١)

٨٥٦١٦ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق عبد الرحمن بن يزيد-: أنه كان يحكّ المُعوّذتين من المصحف، ويقول: لا تخلطوا القرآن بما ليس منه، إنهما ليستا من كتاب الله، إنّما أُمِر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يُتعوّذ بهما. وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما. قال البزار: لم يتابع ابنَ مسعود أحدٌ من الصحابة، وقد صح عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ بهما في الصلاة، وأُثبتتا في المصحف (¬٣) [٧٣٣٩]. (١٥/ ٧٨٤)
---------------
[٧٣٣٩] علَّق ابنُ كثير (١٤/ ٥١٧) على قول ابن مسعود بقوله: «وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء، أنّ ابن مسعود كان لا يكتب المُعوّذتين في مصحفه، فلعله لم يسمعهما من النبي، ولم يتواتر عنده، ثم لعلّه قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة، فإنّ الصحابة كتبوهما في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك».
_________
(¬١) أخرجه ابن عدي في الكامل ٣/ ٤٣٦.
قال ابن عدي: «يرويه خالد بن يزيد، عن الثوري، وهو منكر». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ١/ ٦٤٦ (٢٤٧٦): «خالد بن يزيد أبو الهيثم العمري المكي، عن ابن أبي ذئب، والثوري. كذّبه أبو حاتم، ويحيى. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات».
(¬٢) أخرجه ابن بشران في أماليه ١/ ٣٥٥ (٨١٧).
إسناده ضعيف؛ فيه سيف بن مسكين السلمي، قال ابن حبان في المجروحين ١/ ٣٤٧: «شيخ من أهل البصرة ... يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحلّ الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قِلّتها».
(¬٣) أخرجه أحمد ٣٥/ ١١٧ (٢١١٨٨)، والبزار (١٥٨٦)، والطبراني (٩١٤٨، ٩١٥٢)، وابن مردويه -كما في فتح الباري ٨/ ٧٤٢ - .
قال محققو المسند: «إسناده صحيح».

الصفحة 698