كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 23)

٨١٩٦٠ - قال محمد بن كعب القُرَظيّ: كان بالمدينة تُجّارٌ يُطَفِّفون، وكانت بياعاتهم كشِبْهِ القِمار: المنابذة (¬١) والملامسة (¬٢) والمخاطرة (¬٣)؛ فأنزل الله تعالى: {ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السوق، وقرأها عليهم (¬٤). (ز)

٨١٩٦١ - قال إسماعيل السُّدِّيّ: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وبها رجلٌ يقال له: أبو جهينة، ومعه صاعان؛ يكيل بأحدهما، ويكتال بالآخر؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية (¬٥). (ز)

٨١٩٦٢ - قال مقاتل بن سليمان: {ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى المدينة، وكان بسوق الجاهلية لهم كيلين وميزانين معلومة، لا يُعاب عليهم فيها، فكان الرجل إذا اشترى اشترى بالكيل الزائد، وإذا باعه باعه بالناقص، وكانوا يربحون بين الكيلين وبين الميزانين، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة قال لهم: «ويلٌ لكم مما تصنعون». فأنزل الله تعالى التصديق على لسانه، فقال: {ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} (¬٦). (ز)

تفسير الآية:
٨١٩٦٣ - عن أبي هريرة: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل سِباعَ بنَ عُرْفُطة على المدينة لَمّا خرج إلى خيبرَ، فقرأ: {ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}. فقلتُ: هلك فلان؛ له صاع يُعطي به، وصاع يأخذ به (¬٧). (١٥/ ٢٨٨)

٨١٩٦٤ - عن عبد الله بن عمر -من طريق عبد الرحمن الأعرج- أنه قرأ: {ويْلٌ
---------------
(¬١) بيع المنابذة: أن يقول الرجل لصاحبه: انبذ إلي الثوب، أو أنبذه إليك، ليجب البيع. وقيل: هو أن يقول: إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع، فيكون البيع معاطاة من غير عقد، ولا يصح. النهاية (نبذ).
(¬٢) بيع الملامسة: أن يقول: إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع. النهاية (لمس).
(¬٣) بيع المخاطرة، وهو بيع الغرر: هو الجهل بالثمن، أو المثمن، أو سلامته، أو أجله. عمدة القاري ١١/ ٢٦٤.
(¬٤) أسباب النُّزول للواحدي ص ٧١٣ - ٧١٤.
(¬٥) أسباب النُّزول للواحدي ص ٧١٤.
(¬٦) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٦٢١ - ٦٢٢.
(¬٧) أخرجه أحمد ١٤/ ٢٢٦ (٨٥٥٢)، والبزار ١٤/ ٣٩٦ (٨١٤٠)، والحاكم ٢/ ٣٨ (٢٢٤١)، ٣/ ٣٩ (٤٣٣٧) مختصرًا، واللفظ للبزار، من طريق خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة به.
قال الحاكم في الموضع الثاني: «صحيح». ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ١٣٥ (١١٤٧٤): «رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، غير إسماعيل بن مسعود الجحدري، وهو ثقة». وأورده الألباني في الصحيحة ٦/ ١١٣٤ (٢٩٦٥).

الصفحة 7