كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 23)

٨٥٦٤٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: {الفَلَقِ}، قال: هو فَلَق الصُّبح (¬١). (ز)

٨٥٦٥٠ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق سفيان- يقول: {الفَلَقِ} جُبّ في جهنم (¬٢). (ز)

٨٥٦٥١ - قال محمد بن السّائِب الكلبي: {الفَلَقِ} هو وادٍ في جهنم (¬٣). (ز)

٨٥٦٥٢ - قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} يعني: بربّ الخَلْق، {مِن شَرِّ ما خَلَقَ} من الجن والإنس (¬٤). (ز)

٨٥٦٥٣ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}، قيل له: فَلَق الصُّبح؟ قال: نعم. وقرأ: «فالِقُ الإصْباحِ وجاعِلُ اللَّيْلِ سَكَنًا» (¬٥) [٧٣٤١]. (ز)
---------------
[٧٣٤١] اختُلف في معنى: «الفلق» في هذه الآية على أقوال: الأول: سجنٌ في جهنم. الثاني: اسم من أسماء جهنم. الثالث: الصُّبح. الرابع: الخَلْق.
ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٧٤٥) القول الثالث -مستندًا إلى اللغة- وهو قول ابن عباس من طريق العَوفيّ، وما في معناه، فقال: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ الله -جلَّ ثناؤه- أمر نبيَّه محمدًا أن يقول: {أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ}، والفَلَق في كلام العرب: فَلَقُ الصُّبح، تقول العرب: هو أبْيَنُ من فَلَقِ الصُّبح، ومن فَرَقِ الصُّبح». ثم بيَّن جواز الأقوال الأخرى وغيرها مما يندرج تحت معنى الفَلَق، فقال: «وجائزٌ أن يكون في جهنم سجنٌ اسمه: فَلَقٌ، وإذا كان ذلك كذلك ولم يكن -جلَّ ثناؤه- وضع دلالةً على أنه عنى بقوله: {بِرَبِّ الفَلَقِ} بعض ما يُدْعى الفَلَق دون بعض، وكان الله -تعالى ذِكْره- ربَّ كلِّ ما خلق من شيء، وجب أن يكون معنيًّا به كل ما اسْمُه الفلق؛ إذ كان رب جميع ذلك».
وكذا رجَّح ابنُ كثير (١٤/ ٥٢٣) أنه الصبح قائلًا: «وهو الصحيح، وهو اختيار البخاري: في صحيحه». ولم يذكر مستندًا.
وانتقد ابنُ تيمية (٧/ ٣٨٧) -مستندًا إلى الدلالة العقلية- القول الأول والثاني قائلًا: «وأمّا مَن قال: إنه واد في جهنم، أو شجرة في جهنم، أو أنه اسم من أسماء جهنم، فهذا أمر لا تُعرف صحته، لا بدلالة الاسم عليه، ولا بنقل عن النبي، ولا في تخصيص ربوبيته بذلك حكمه، بخلاف ما إذا قال: ربّ الخَلْق، أو ربّ كلّ ما انفلق، أو ربّ النور الذي يُظهره على العباد بالنهار، فإنّ في تخصيص هذا بالذِّكر ما يظهر به عظمة الرّبّ المستعاذ به».
_________
(¬١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٤٠٨، وابن جرير ٢٤/ ٧٤٤، وبنحوه من طريق سعيد.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ٧٤٢، وابن أبي الدنيا في كتاب صفة النار -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/ ٤٠٨ (٤١) -.
(¬٣) تفسير الثعلبي ١٠/ ٣٣٩، وتفسير البغوي ٨/ ٥٩٥.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٩٣٣ - ٩٣٤.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ٢٤/ ٧٤٤.
والقراءة لجمهور القراء، ما عدا عاصمًا، وحمزة، والكسائي، وخلَف الذين يقرؤون: {وجَعَل}. ينظر: النشر ٢/ ١٩٦.

الصفحة 703