كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 23)

بالبادية وأظهر الخلاف على الخليفة المكتفى، فحاربه أبو الأغرّ «1» فهزمه إسحاق وقتل جماعة من أصحابه.
وفيها خلع المكتفى على هلال بن بدر وغيره من أصحاب أبيه فى جمادى الأولى.
وفيها فى فصل الصيف هبت ريح باردة بحمص وبغداد من جهة الشمال، فبرد الوقت واشتد البرد حتى جمد الماء، واحتاج الناس إلى النار. وفيها هبت ريح عاصفة بالبصرة قلعت كثيرا من نخلها، وخسف بموضع هلك فيه. ستون ألف نفس. وزلزلت بغداد فى شهر رجب عشر مرات فتضرّع الناس فى الجامع فسكنت. وحج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمى «2» ودخلت سنة تسعين ومائتين: فى هذه السنة اشتد أمر القرامطة، فجاء أهل الشام ومصر إلى المكتفى يشكون ما يلقون من القرمطى «3» من الأسر والسّبى والتخريب؛ فأمر الجند بالتأهب، وخرج من بغداد فى شهر رمضان، وقدم بين يديه أبا الأغرّ فى

الصفحة 15