كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

قلت: وهما قراءتان -أعني: بالظاء والضاد- بمعنيين.
(ص) (وَقَالَ عُمَرُ: {النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ قَرَأَ {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} أخرجه عبد بن حميد عن أبي نعيم، ثنا سفيان، عن سماك، عن النعمان بن بشير، عنه (¬1). وفي لفظ: الفاجر مع الفاجرة والصالح مع الصالحة (¬2).
وقال الضحاك: زوجت الأرواح للأجساد. قال عكرمة: أي: ترد إليها (¬3). وقال الكلبي: زوج المؤمن الحور العين، والكافر الشيطان (¬4).
وقال الربيع بن خثيم: يجيء المرء مع صاحب عمله يزوج الرجل بنظيره من أهل الجنة، وبنظيره من أهل النار (¬5).
وقال الحسن: ألحق كل امرئ بشيعته. وقال عكرمة: يحشر الزاني مع الزانية، والمحسن مع المحسنة.
(ص) ({عَسْعَسَ}: أَدْبَرَ) أخرجه ابن جرير عن ابن عباس. وعن قتادة والضحاك وعلي غيره، وقال مجاهد: إقباله وإدباره (¬6). وقال ابن زيد: عسعس: ولَّى وسعسع من ههنا، وأشار إلى المشرق إطلاع الفجر. وقال الحسن: عسعس: أقبل بظلامه. وعنه: إذا غشي الناس (¬7). وقيل: دنا من أوله وأظلم.
¬__________
(¬1) أخرجه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" 6/ 527.
(¬2) "تفسير الطبري" 12/ 462.
(¬3) "تفسير الطبري" 12/ 463.
(¬4) رواه عنه عبد بن حميد، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" 6/ 528.
(¬5) "تفسير الطبري" 12/ 463.
(¬6) "تفسير الطبري" 12/ 469 - 470.
(¬7) "تفسير الطبري" 12/ 470.

الصفحة 501