كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

في "صحيح ابن حبان": "يسلط على الكافر تسعة وتسعون تنينًا؛ أتدرون ما التنين؟ سبعون حية، لكل حية سبع رءوس، يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة" (¬1).
(ص) ({رَانَ} ثَبْتُ أي: الخَطَايَا. {ثُوِّبَ}: جُوزِيَ). أخرجه ابن أبي حاتم عن حجاج، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه (¬2). قال المفسرون: الرَّان والرين أيضًا، يقال: رين وران الذنب على الذنب حتى يسود القلب (¬3)، و {ثُوِّبَ} وأثابه بمعنى.
ثم قال: (ص) (وَقَالَ غَيْرُهُ: المُطَفِّفُ: الذي لَا يُوَفِّي غَيْرَهُ). قلت: وأصله من التطفيف وهو النزر القليل.
ثم ساق حديث مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين: 6]، حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إلى أَنْصَافِ أُذُنَيهِ".
وأخرجه مسلم أيضًا قال الترمذي عقب إخراجه: حديث صحيح مرفوع؛ وموقوف (¬4).
والرشح: العرق، كما أخرجه عبد بن حميد بزيادة "من هول يوم
¬__________
(¬1) "صحيح ابن حبان" 7/ 393 من حديث أبي هريرة. وحسنه الألباني كما في "صحيح الترغيب والترهيب" (3552).
(¬2) "تفسير مجاهد" 2/ 738، ورواه الطبري عنه -أعني عن مجاهد- 12/ 491 (36634).
(¬3) وهو قول أكثر المفسرين ورواه الطبري عن الحسن وعن قتادة أيضًا 12/ 490 (36627، 36641) وذكره ابن كثير عن الحسن، ومجاهد، وقتادة وابن زيد وغيرهم 4/ 514.
(¬4) "جامع الترمذي" (2422) من حديث ابن عمر، ورواه أيضًا هناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر كما في "الدر" 6/ 537.

الصفحة 505