كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

في الرقاق من حديث عثمان بن الأسود قال: تابعه ابن جريج ومحمد بن سليم وأيوب وصالح بن رستم (¬1)، وادعى المزي أن المحفوظ رواية صالح.
قلت: وله شاهد من حديث همام، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا: "من حوسب عذب" أخرجه الترمذي من حديث قتادة وقال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه (¬2). وأما ما أخرجه اللالكائي في "سننه" من حديث أبي مروان، عن هشام، عن (¬3) عائشة رضي الله عنها قالت: لا يحاسب رجل يوم القيامة إلا دخل الجنة، ثم ذكرت الآية، يقرأ عليه عمله فإذا عرفه غفر له ذلك؛ لأن الله تعالى يقول: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39)} [الرحمن: 39]، وأما الكافر فقال: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41)} [الرحمن: 41]، فلا يقاوم حديثها هذا.
قوله: للكافر، هذا لا ينافي قوله: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ} [البقرة: 174] فإن المراد بكلام يحبونه وإلا فقد قال تعالى: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108] كما نبه عليه ابن جرير (¬4).
وقوله: "ذلك العرض" يعرضون: يريد الحساب المذكور في الآية، وهو عرض أعمال المؤمنين، وتوقفه عليها تفصيلًا حتى يعرف منَّة الله تعالى عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة"
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (6536) باب: من نوقش الحساب عذب.
(¬2) "جامع الترمذي" (3338).
(¬3) ورد بهامش الأصل: ما أدرك هشام عائشة. قال هشام: إنها توفيت سنة سبع وخمسين، وقال جماعة: سنة ثمان، وولد هشام سنة إحدى وستين مقتل الحسين - رضي الله عنه -.
(¬4) "تفسير الطبري" 2/ 75.

الصفحة 513