منزلا بعد منزل. ويقال: أمرًا بعد أمر (¬1) وقال ابن مسعود: لتركبن السماء حالا، مرة كالدهن ومرة كالدهان، فتفطر ثم تنشق. وقال الشعبي: لتركبن يا محمد سماء بعد سماء. وقيل: المعنى على مخاطبة الجنس من صحة ومرض وشباب وهرم، ومن قرأ: {لَتَرْكَبُنَّ} بضم الباء يعني: (الكسابين) (¬2) حالًا بعد حال، وقال ابن زيد: الآخرة بعد الأولى (¬3).
وقيل: الشدائد والأهوال، ثم الموت، ثم البعث، ثم العرض نقل عن ابن عباس (¬4) وقيل: الرخاء بعد الشدة وعكسه، والغنى بعد الفقر، وعكسه، والصحة بعد السقم، وعكسه، قاله الحسن (¬5).
وقيل: كون الآن جنينًا، ثم رضيعًا، ثم فطيمًا، ثم غلامًا، ثم شابًا ثم شيخًا (¬6).
وقيل: ركوب سنن من كان قبلكم (¬7). وقيل: تغير حال الإنسان في الآخرة. وفتح الباء قراءة حمزة وابن كثير والكسائي. والضم لنافع وأبي عمرو وعاصم. وقرأ ابن مسعود بالمثناة تحت ونصب الباء الموحدة، وقرأه أبو المتوكل كذلك لكن رفع الباءَ (¬8).
¬__________
(¬1) روى هذِه الألفاظ الطبري في "تفسيره" 12/ 514 عن ابن عباس.
(¬2) كذا في الأصل.
(¬3) انظر: "تفسير الطبري" 12/ 515.
(¬4) ذكره البغوي في "تفسيره" 8/ 376 وابن الجوزي في "زاد المسير" 9/ 68.
(¬5) ذكره ابن الجوزي في"زاد المسير" 9/ 68.
(¬6) ذكره البغوي في "تفسيره" 8/ 376 وابن الجوزي في "زا د المسير" 9/ 68 عن عكرمة.
(¬7) ذكره أبو عبيدة في "مجاز القرآن" 2/ 292.
(¬8) انظر: "تفسير الطبري" 12/ 513، 516 و"زاد المسير" 9/ 67 و"الدر المنثور" 6/ 550 و"تحبير التيسير" لابن الجزري ص 198.