كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

(ص) ({لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11)}: (شتمًا) (¬1) " (¬2) أخرجه ابن جرير عن مجاهد، وقال ابن عباس: أذى ولا باطلا (¬3)، وقد سلف كما رأيت، و {تَسْمَعُ} بالتاء والياء، قراءتان، وفي الأول الفتح والضم (¬4).
(ص) ({بِمُصَيْطِرٍ}: بِمُسَلَّطٍ (¬5)، وَيُقْرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ) قلت: هما في السبعة (¬6)، ويقرأ بالإشمام أيضًا، ومسيطر مأخوذ من السطر، لأن معنى السطر ألا يتجاوز. وأسنده أبو عبيد عن أبي بكر بن عياش، ثنا يحيى بن آدم، قلت لأبي بكر: كيف قرأ عاصم؟ قال: بالصاد وفسرها أبو بكر بمسلط. وقال ابن عباس: مختار.
وقال ابن زيد -فيما ذكره ابن جرير-: فتكرههم على الإيمان (¬7)، ثم نسخت بآية السيف، والذكرى باقية.
¬__________
(¬1) جاء في هامش الأصل: (شتم).
(¬2) "تفسير مجاهد" 2/ 754.
(¬3) رواهما الطبري 12/ 554 (37033، 37034).
(¬4) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو {تَسْمَعُ} يُسمَع بياء مضمومة ورفع {لَاغِيَةً} وحجتهم تذكير الفعل حملًا على المعنى لأن "لاغية"، و"لغوًا" سواء، وقرأ نافع وحده بالتاء المضمومة، وحجته كحجة من قرأ بالياء إلا أنه أنَّث لتأنيث {لَاغِيَةً} فلم يحملها على المعنى، وقرأ الباقون بفتح التاء ونصب {لَاغِيَةً} وحجتهم أنه بنى الفعل لما سُمِّي فاعله. انظر "الحجة للقراء السبعة" لأبي على الفارسي 6/ 399 - 400، "الكشف عن وجوه القراءات" 2/ 371.
(¬5) "مجاز القرآن" 2/ 296.
(¬6) قرأ هشام بالسين، وقرأ حمزة بميل الصاد إلى الزاي، وقرأ الباقون بالصاد أيدلوها من السين لإتيان الطاء بعدها ليعمل اللسان في الإطباق عملًا واحدًا انظر "الحجة" 6/ 401، و"الكشف عن وجوه القراءات" 2/ 372.
(¬7) تفسير الطبري 12/ 557 (37050).

الصفحة 524