كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

ثم ساق البخاري حديث وُهَيْبٍ، ثنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَمْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَها، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12)} انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ، مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ". وَذَكَرَ النِّسَاءَ فَقَالَ: "يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فيَجْلِدُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ العَبْدِ، ولَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ". ثُمَّ وَعَظَهُمْ فِي ضحِكِهِمْ مِنَ الضَّرْطَةِ وَقَالَ: "لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكمْ مِمَّا يَفْعَلُ؟! ". وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ: قَالَ النَّبِى - صلى الله عليه وسلم -: "مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ في قومه عَمِّ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ".
الشرح:
هذا الحديث أخرجه أيضًا في أحاديث الأنبياء والأدب (¬1) والنكاح (¬2) وأخرجه مسلم، والترمذي والنسائي وابن ماجه (¬3)، والتعليق أخرجه أبو القاسم في "معجم الصحابة" عن سريج بن يونس ثنا أبو معاوية به (¬4).
وأبو زمعة اسمه الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، جد راوي الحديث عبد الله بن زمعة بن الأسود، وأمه فهيرة بنت قيس -راكب البريد- بن عبد مناف بن زهرة، وقتل زمعة يوم بدر كافرًا، وكان يقال للأسود -وهو أحد المستهزئين-: مسلمة بن مسلم بن مسلم لإصلاحهم بين المتفاسدين والمتهاجرين من قريش.
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (6042) كتاب الأدب، باب: قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا}.
(¬2) سياتي برقم (5204) كتاب: النكاح، باب: ما يكره من ضرب النساء.
(¬3) الترمذي (3343) وقال: حسن صحيح، النسائي في "الكبرى" 5/ 371 (9166)، ابن ماجه (1983).
(¬4) "معجم الصحابة" للبغوي 3/ 537 (1529).

الصفحة 534