كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

الضحاك: وغطى كل شيء (¬1).
(ص) ({عَائِلًا}: ذا عِيَالٍ) هو قول الأخفش، دليله قوله: "وابدأ بمن تعول" وفيه أقوال أخر، منها فقيرًا، قال ابن عُزير (¬2) وأما من قال: لا تعولوا لئلا تكثر عيالكم، فغير معروف في اللغة.
ثم ساق حديث الأسود بن قيس قال: سمعت جندب بن سفيان قال: اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يقم ليلتين أو ثلاثًا فجاءت امرأة فقالت: يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث فأنزل الله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} وذكره في أول فضائل القرآن (¬3) أيضًا، وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي (¬4).
¬__________
(¬1) البغوي في "تفسيره" 8/ 454.
(¬2) هو الإمام أبو بكر محمد بن عُزير السجستاني المفسر، مصنف "غريب القرآن" توفي سنة 330 هـ وقد اختلف في ضبطه بزايين أو بزاي وراء فقال ابن النجار وغيره: هو بزاي وراء. وقال الدارقطني وابن حجر وغيرهما: أنه بزايين وقد أثبته الذهبي في ترجمته بزاي وراء انظر "سير أعلام النبلاء" 15/ 216 - 217. قلت: وقد أثبتنا ما ضبطه في الأصل أنه بزاي وراء.
(¬3) سيأتي برقم (4983) باب كيف نزل الوحي.
(¬4) مسلم (1797)، والترمذي (3345) والنسائي في "الكبرى" 6/ 517 (11681).

الصفحة 549