كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

2 - [باب] قَوْلُهُ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى:3]
تُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، مَا تَرَكَكَ رَبُّكَ.
وَقَالَ ابن عَبَّاسٍ: مَا تَرَكَكَ وَمَا أَبْغَضَكَ.
4951 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ, قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا الْبَجَلِيَّ, قَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَا أُرَى صَاحِبَكَ إِلاَّ أَبْطَأَكَ. فَنَزَلَتْ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}. [انظر: 1124 - مسلم: 1797 - فتح: 8/ 711]
ثم ساقه أيضًا قَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أرى صَاحِبَكَ إِلَّا أَبْطَأَ عنك. فَنَزَلَتْ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}. وهذا الحديث سلف في الصلاة في باب ترك القيام للمريض، وفي لفظ: أبطأ جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال المشركون: قد ودع محمد (¬1)، وروي من حديث خولة خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن سبب نزولها موت جرو تحت السرير (¬2)، وجاء: "أما علمت أنا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة" (¬3). وقد سلف من طريق الحاكم من حديث زيد بن أرقم أن قائل ذلك امرأة أبي لهب (¬4).
¬__________
(¬1) اللفظ لمسلم (1798) كتاب الجهاد، باب: ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - من أذى المشركين والمنافقين.
(¬2) الطبراني في "الكبير" 24/ 249.
(¬3) سلف برقم (3227) كتاب بدء الخلق، باب: إذا قال أحدكم: أمين، والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه.
(¬4) "المستدرك" 2/ 526 - 527 ثم قال: حديث صحيح كما حدثناه هذا الشيخ إلا أني وجدت له علة. قال الذهبي في "التلخيص" بهامش "المستدرك" 2/ 527: =

الصفحة 550