كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

وعند مقاتل: لما أبطأ الوحي قال المسلمون: يا رسول الله مكث عليك الوحي، فقال: "كيف ينزل عليَّ وأنتم لا تنقون براجمكم ولا تقلمون أظفاركم".
واختلف في المدة التي احتبس لها جبريل، فذكر ابن جريج أنها كانت اثني عشر يومًا، وقال ابن عباس: خمسة عشر يومًا، وفي رواية: كانت خمسة وعشرين يومًا. وقال مقاتل: أربعين يومًا (¬1). ويقال: ثلاثة أيام (¬2).
وفي "تفسير ابن عباس": لما أبطأ الوحي قال كعب بن الأشرف: قد أطفأ الله نور محمد، ولم يتم نوره، وانقطع الوحي عنه. فقال أهل مكة: صدق، فنزل جبريل بعد أربعين يومًا فقال: "ما أبطأك عليّ يا جبريل؟ فقال: كيف ننزل عليكم وأنتم لا تغسلون براجمكم ولا تستاكون ولا تستنجون بالماء".
وفي "تفسير عبد بن حميد" عن علي بن عبد الله بن عباس (¬3) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أريت ما هو مفتوح على أمتي من بعدي كَفْرًا كَفْرًا، فسرني، فنزلت الضحى إلى قوله: {فترضى} " (¬4).
¬__________
= قال الحاكم: إسناده صحيح كما أنبأناه هذا الشيخ: إلا أني وجدت له علة أخبرناه أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله فقال: فيه بدل زيد بن أرقم (يزيد بن يزيد) والباقي سواء.
(¬1) "تفسير البغوي" 8/ 453.
(¬2) ورد بهامش الأصل: روى البخاري هنا أنه ترك القيام ليلتين أو ثلاثة، وفي فضائل القرآن: ليلة أو ليلتين، وفيه إشعار أن ذلك مدة انقطاع الوحي. والله أعلم.
(¬3) ورد بهامش الأصل: هذا معضل فاعلمه.
(¬4) "الدر المنثور" 6/ 610. وفيه: عن ابن عباس مرفوعًا، ورواه الطبري 12/ 624 (37513) من طريق علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه.

الصفحة 551