كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

وقوله: {مَا وَدَّعَكَ} يقرأ بالتشديد والتخفيف بمعنى، خالف فيه أبو عبيدة فقال: التشديد من التوديع، والتخفيف ودع يدع (¬1) أي: سكن، والأول عليه جماعة القراء، والثاني قراءة ابن أبي عبلة، وهو شاذ (¬2).
وقوله: (لم أره قرِبك) قال ابن التين: هو بكسر الراء، يقال: قربه يقربه إذا كان متعديًا، مثل: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} [النساء: 43] وأما قَرُبَ من الشيء يقرب فهو لازم.
¬__________
(¬1) "مجاز القرآن" 2/ 302 بلفظ {مَا وَدَّعَكَ} من التوديع و (ما ودعك) مخففة من ودعت تدعه.
(¬2) "مختصر شواذ القرآن" لابن خالويه 175، "المحتسب" لابن جني 2/ 418 وهي قراءة عمر بن الخطاب وأنس وعروة وأبي العالية وابن يعمر وابن أبي عبلة وأبي حاتم عن يعقوب. انظر "زاد المسير" 9/ 157.

الصفحة 552