كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

(94) سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وِزْرَكَ} فِي الجَاهِلِيَّةِ. {أَنْقَضَ}: أَثْقَلَ. {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} قَالَ ابن عُيَيْنَةَ: أَيْ مَعَ ذَلِكَ العُسْرِ يُسْرًا آخَرَ، كَقَوْلِهِ: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {فَانْصَبْ} فِي حَاجَتِكَ إلى رَبِّكَ. وَيُذْكَرُ عَنِ ابن عَبَّاسٍ: {أَلَمْ نَشْرَحْ}: شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ.
هي مكية.
(ص) (وقال مجاهد: {وِزْرَكَ} أي: في الجاهلية) أخرجه ابن جرير عن محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم، ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح قال: وفي قراءة عبد الله فيما ذكر (وحللنا عنك وقرك) (¬1).
(ص) ({أَنْقَضَ}: أَثْقَلَ) أخرجه ابن جرير عن قتادة (¬2) قيل: أثقله حتى جعله نقضًا والنقض البعير الذي أتعبه السفر والعمل فنقض لحمه، يقال: جنبك نقض وانتقض ظهرك حتى تسمع نقيضه أي: صوته وهذا مثل.
(ص) ({مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} قَالَ ابن عُيَيْنَةَ: أَيْ مَعَ ذَلِكَ العُسْرِ يُسْرًا، أو كَقَوْلِهِ {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ) هو في تفسير سفيان كذلك.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الطبري" 12/ 626.
(¬2) السابق بنحوه.

الصفحة 553