كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

فانصب لعبادة الله وارغب إليه، وقال مجاهد -في رواية منصور-: إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب قال: فَصله وفي رواية فصلِّ (¬1) وعند عبد: فاسأل (¬2).
(ص) (وَيُذْكَرُ عَنِ ابن عَبَّاسٍ: {أَلَمْ نَشْرَحْ}: شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ هذا رواه جويبر عن الضحاك عنه {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)} يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ألم نرحب صدرك للإسلام فنوسعه يا محمد فلما شرح صدره له أتاه جبريل فقال: يا محمد قلبك راع يسع ما وضع فيه، وعيناك بصيرتان وأذناك سميعتان، ولسانك صادق، وخلقك مستقيم، وأنت محمد بن عبد الله أنت الحاشر المقفى وأنت قثم، قال رسول الله، "وما قثم؟ " قال: الجامع. وقال الحسن: ملأناه حكمًا وعلمًا، وقال مقاتل: وَسّعْنَاه بعد ضيقه، وقال الجُوزي: هو استفهام على طريق التقرير (¬3) يدل عليه أنه عطف عليه بالماضي وهو قوله: {وَوَضَعْنَا} أي: ألم نفتح قلبك بالإيمان والنبوة، وصرح به الزجاج فقال: {أَلَمْ نَشْرَحْ}: شرحناه.
¬__________
(¬1) انظر الآثار السابقة في الطبري 12/ 628 - 629.
(¬2) انظر: "الدر المنثور" 6/ 617.
(¬3) "زاد المسير" لابن الجوزي 9/ 162.

الصفحة 555