كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

الفارسي-: التين مسجد دمشق، والزيتون مسجد بيت المقدس (¬1)، ورابع: وهو قول محمد بن كعب: التين مسجد أصحاب الخيف، والزيتون مسجد إيلياء (¬2) -أي: وهو مسجد بيت المقدس- وخامس: هما مسجدان بالشام قاله الضحاك (¬3).
وفي "تفسير ابن عباس" عن معاذ بن جبل قول سادس: التين مسجد اصطخر الذي كان لسليمان، والزيتون مسجد بيت المقدس، وروي عن جرير عن ابن عباس: مسجد نوح الذي بني على الجودي، والزيتون مسجد بيت المقدس -وهو سابع- قال: ويقال: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2)} ثلاث مساجد بالشام (¬4)، وقيل: التين جبال ما بين طهران إلى همدان، والزيتون جبال الشام، وقيل: هما طور سينا وطور زيتا بالسريانية ينبتان التين والزيتون.
(ص) ({تَقْوِيمٍ}: خلْقِ) أي: أحسن صورة وأعدل قامة، وذلك أن خلق كل شيء منكبًّا على وجهه إلا الإنسان وقال أبو بكر بن طاهر: مزينًا بالعقل مؤدبًا بالأمر، مهذبا بالتمييز، مديد القامة يتناول مأكوله بيده.
(ص) ({فَمَا يُكَذِّبُكَ} فَمَا الذِي يُكَذِّبُكَ بِأَنَّ النَّاسَ يُدَانُونَ بِأَعْمالِهِمْ، كَأَنَهُ قَالَ: وَمَنْ يَقْدِرُ على تَكْذِيبِكَ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ) كأنه جعل (ما) لمن يعقل، وهذا بعيد، وقال منصور: قلت لمجاهد: {فَمَا يُكَذِّبُكَ} (¬5) أيها
¬__________
(¬1) "الدر المنثور" 6/ 619 وعزاه لعبد بن حميد.
(¬2) السابق عن عبد أيضًا.
(¬3) السابق عن عبد أيضًا.
(¬4) الطبري 12/ 632 (37572) وهو قول ابن عباس.
(¬5) جاء في "تفسير الطبري" 12/ 642 و"الدر" 6/ 622 عن منصور قلت لمجاهد {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)} عنى به النبي قال: معاذ الله إنما يعني به الإنسان.

الصفحة 557