كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

هي مكية.
وقًالَ لنا (¬1) قُتَيْبَةُ: ثنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: اكْتُبْ فِي المُصْحَفِ فِي أَوَّلِ الإِمَامِ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة: 1]، وَاجْعَلْ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ خَطًّا.
هذا قد أسلفنا أن البخاري يأخذ هذا غالبًا في شيخه مذاكرة، وهذا المذكور عن مصحف الحسن شذوذ كما نبه عليه السهيلي (¬2)، ويريد بالأول قبل أم الكتاب، وقال الداودي: إن أراد خطًّا موضع باسم الله فحسن، وإن أراد خطًّا وحده فلم يكن الأمر على ذلك.
قال ابن الزبير: قلت لعثمان: لِمَ لَمْ يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم بين الأنفال وبراءة؟ فقال: مات رسول - صلى الله عليه وسلم - ولم يثبته فأشكل علينا أن يكون منها، ولم يكتبوا شيئًا إلا ما حفظوه عن الرسول، وكانوا إنما يعرفون آخر السورة وأول الأخرى إذا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البسملة، وهي علي هذا من القرآن إذ لا يكتب في المصحف ما ليس بقرآن.
قال السهيلي: ولا يلزم أنها آية من كل سورة ولا من الفاتحة، بل نقول: إنها آيهّ من كتاب الله مقترنة مع السورة، وهو قول أبي حنيفة وداود، ثم ادعى أنه بيِّن القوة لمن أنصف (¬3)، ولا يسلم له ذلك، بل من تأمل الأدلة ظهر له أنها آيه من الفاتحة، ومن كل سورة، وقد سلفت الإشارة إلى بعض ذلك، وأبعد ابن القصار حيث استدل على
¬__________
(¬1) كذا في الأصل، وفي أصل "اليونينية": (وقال قتيبة) وبهامشها أنها في بعض الروايات: (حدثنا قتيبة). وفي "الفتح" 8/ 714 قال: في رواية أبي ذر عن غير الكشميهني: (حدثنا قتيبة).
(¬2) "الروض الأنف" 1/ 271.
(¬3) "الروض الأنف" 1/ 271.

الصفحة 561