كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

أنها ليس بقرآن من أوائل السور من قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ولم يذكرها (¬1).
فائدة:
الباء في {بسم ربك} زائدة كما قاله أبو عبيدة (¬2). {الَّذِي خَلَقَ}؛ لأن الكفار كانوا يعلمون أنه الخالق دون أصنامهم، والإنسان هنا آدم وذريته؛ لشوفه؛ ولأن التنزيل إليه.
(ص) (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {نَادِيَهُ}: عَشِيرَتَهُ) أخرجه ابن جرير عن الحارث حدثني الحسن، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح عنه (¬3)، وقيل: أهل مجلسه وقيل: حيَّه (¬4)، قال ابن عباس: وكان - عليه السلام - يمر به أبو جهل يتوعد فأغلظ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتهره فقال: يا محمد بأي شيء تهددني؟ أما وإني لأكثر هذا الوادي ناديًا، فأنزل الله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} قال: "فلو دعا ناديه لأخذته زبانية العذاب من ساعته" (¬5).
وفي حديث أبي هريرة قال أبو جهل: لئن مررت بمحمد يصلي لأطأنَّ برقبته، فلما رآه يصلي أراد أن يفعل ذلك قال: فما فجئ أصحابه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بثوبه، فقيل له، فقال: إن
¬__________
(¬1) انظر "شرح ابن بطال" 1/ 37 - 38.
(¬2) "مجاز القرآن" 2/ 304.
(¬3) ذكره السيوطي في "الدر" 6/ 627 وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولم أجده عند الطبري.
(¬4) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 313 (3661) عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)} قال: قومه، حيه.
(¬5) أخرجه الطبري في "تفسيره" 12/ 648 (37685).

الصفحة 562