كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

الكوثر حوضه - عليه السلام -، حكاه الجوزي (¬1) وروى البيهقي في "بعثه" عن عائشة رضي الله عنها: ليس أحد يدخل إصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير الكوثر (¬2).
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضا في "ثواب القرآن" والطبري (¬3)، وأخرجه الدارقطني عنها مرفوعًا (¬4). وقال عكرمة: الكوثر: النبوة والقرآن والإسلام (¬5)، وقال مجاهد: الخير كله (¬6).
وفيه أقوال أخر: تيسير القرآن، وتخفيف الشرائع، أو كثرة الأتباع والأنصار، أو رفع الذكر، أو النور في القلب، أو الشفاعة، أو المقام المحمود، أو المعجزة أو الفقه وكثرة الفقهاء، أو كلمتا الإخلاص، أو الصلوات الخمس، أو ما عظم من الأمور، أو كثرة من يصلي، أو الذكر أو كثرة الذاكرين [من] أولاده، وفيه حديث أخرجه السِلَفي، أو الفضال الكثيرة، أو الخلق الحسن، أو هذِه السورة؛ لأنها مع حصرها مشتملة على وجوه الإعجاز، أو نهر في بطنان الجنة، له حوض ترد عليه أمته، والصواب كما قال الطبري: إنه النهر الذي أعطيه في الجنة وصفه الله بالكثرة لعظم قدره.
¬__________
(¬1) "زاد المسير" 9/ 349.
(¬2) "البعث والنشور" ص 95 (43). قال الشيخ الألباني: موضوع. انظر "ضعيف الجامع" 454.
(¬3) "تفسير الطبري" 12/ 716 (38138).
(¬4) قال ابن كثير بعد ذكر هذا الأثر: هذا منقطع بين ابن أبي نجيح وعائشة ثم قال: قال السهيلي: ورواه الدارقطني مرفوعا عن طريق مالك بن مغول، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -. "تفسير ابن كثير" 14/ 478.
(¬5) الطبري 12/ 719 (38165).
(¬6) الطبري 12/ 718 (38161).

الصفحة 590