كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

(109) سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}
يُقَالُ {لكُم دِينُكم}: الكُفْرُ. {وَلِىَ دِينِ} الإِسْلاَمُ وَلَمْ يَقُلْ: دِينِي، لأَنَّ الآيَاتِ بِالنُّونِ فَحُذِفَتِ اليَاءُ كَمَا قَالَ: {يَهْدِينِ} وَ {يَشْفِينِ}. وَقَالَ غَيْرُهُ: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)}. الآنَ، وَلَا أُجِيبُكُمْ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي. {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)}. وَهُمُ الذِينَ قَالَ: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا}.
هي مكية، وهم أهل مكة، منهم الوليد بن المغيرة والعاصي وأبوه، وروى الترمذي -وقال: غريب- عن ابن عباس وأنس يرفعانه: " {إِذَا زُلْزِلَتِ} تعدل نصف القرآن، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} تعدل ربع القرآن" (¬1). وعن نوفل أنه - عليه السلام - قال: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} فإنها براءة من الشرك" (¬2).
(ص) (يُقَالُ: (لكُم دِينُكم): الكُفْرُ. {وَلِيَ دِينِ}: الإِسْلاَمُ وَلَمْ يَقُلْ: دِينِي، لأَنَّ الآيَاتِ بِالنُّونِ فَحُذِفَتِ اليَاءُ كَمَا قَالَ {يَهْدِيَنِ} وَ {يَشْفِيِن}. وَقَالَ غَيْرُهُ: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)}: الآنَ، وَلَا أحكم فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي. {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)}. وَهُمُ الذِينَ قَالَ: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا}). تحرز من الأول حتى يظهر المراد بقوله: (وقال غيره). والذي جزم به الثعلبي الأول، ثم قال: وهذِه منسوخة بآية السيف.
¬__________
(¬1) الترمذي (2894).
(¬2) الترمذي (3403).

الصفحة 592