كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

(112) [سُورةُ الإخلاص] {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)}
قَوْلُهُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)} يُقَالُ: لَا يُنَوَّنُ أَحَدٌ، أَيْ: وَاحِدٌ.

1 - باب
4974 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ, حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ, حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ, عَنِ الأَعْرَجِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -قَالَ: «قَالَ اللهُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْأً أَحَدٌ». [انظر: 3193 - فتح: 8/ 739]
هي مكية، وقيل: مدنية، نزلت لما قالت قريش (¬1) أو كعب بن الأشرف (¬2) أو مالك بن الصيف أو عامر بن الطفيل العامري (¬3): انسب لنا ربك.
(ص) (لَا يُنَوَّنُ أَحَدٌ، أَيْ: وَاحِدٌ) هو قول أبي عبيدة في "المجاز" (¬4) قال الزجاج: والأجود إثباته ووقع للداودي أنَّ من نوَّن جمع بين الساكنين وهو لغة، وهو عجيب وإنما ذلك علة للكسر وأصل أحد
¬__________
(¬1) الطبري 12/ 740 (38298).
(¬2) في "الدر المنثور" 6/ 705 وعزاه لابن أبي حاتم وابن عدي والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس.
(¬3) البغوي 8/ 587. "زاد المسير" 9/ 266.
(¬4) "مجاز القرآن" 2/ 316.

الصفحة 603