كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

فصل:
{الْفَلَقِ}: الصبح، لأن الليل يفلق عنه، فهو معنى مفلوق، أو كل ما فلقه الله من خلق قال تعالى: {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [الأنعام: 95]، أو وادٍ، أو جب في جهنم، أو هو جهنم، إذا فتح صاح أهل النار من شدة حره، والغاسق: الليل كما ذكره عن مجاهد، وقاله ابن عباس أيضًا وقال الحسن: أول الليل إذا أظلم، وقال محمد بن كعب: هو النهار إذا دخل في الليل، وفي رواية: غروب الشمس إذا وجب، وقال أبو هريرة: الغاسق: كوكب، وعنه مرفوعًا: "النجم"، وقال ابن زيد: العرب تقول: الغاسق سقوط الثريا (¬1) وفي الصحيح عن عائشة مرفوعًا: "القمر" (¬2) وقيل: إذا كسف واسود، {وقب} دخل كما فسره، وقال قتادة: ذهب، واستغربه الطبري (¬3).
فصل:
وما ذكره في {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} عن ابن عباس هو كذلك لكن قوله: (خنسه الشيطان) الذي في اللغة خنس إذا رجع، و {الْخَنَّاسِ}: الرجاع، وقيل: هو الشيطان يوسوس في الصدر، قال قتادة: له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس (¬4) أي تأخر، وجاء أن له رأسًا كرأس الحية (¬5)، وإذا ترك يطبع في
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير القرطبي" الآثار السابقة 12/ 748 - 749.
(¬2) هو في الترمذي (3366) وقال: حسن صحيح.
(¬3) "تفسير الطبري" 12/ 750 (38379).
(¬4) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 335 (3755).
(¬5) ذكره السيوطي في "الدر" 6/ 722 وعزاه لسعيد بن منصور وابن أبي الدنيا وابن المنذر.

الصفحة 611