كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

كَانَتْ هَذِهِ فِي الجَاهِلِيَّةِ. [انظر: 3855 - مسلم: 3023 - فتح: 8/ 493]
{أَثَامًا}: العقوبة: أي: والجزاء لما فعل، قال الفراء: أثمه الله يأثمه آثامًا إذا جازاه جزاء الإثم (¬1). قال المفسرون: أثام: واد في جهنم من دم وقيح (¬2).
ثم ساق حديث سُفْيَانَ، عن مَنْصُور وَسُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ -واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي، كان إذا أخذ عطاءه تصدق به، ثم يجده سواء، قال: وسببه أني لا أشترطه على ربي، مات قبل أبي جحيفة- عَنْ عَبْدِ اللهِ. قَالَ وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ -أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الذَنْبِ عِنْدَ اللهِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لله نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ". قُلْتُ: ثمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ". قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَة جَارِكَ". قَالَ: وَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ} إلى قوله: {وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68].
هذا الحديث سلف في أوائل تفسير البقرة عن عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكره مختصرًا وقال: (أعظم) بدل: (أكبر) (¬3).
والقائل قال: وحدثني واصل هو سفيان -وهو الثوري- قال الدارقطني.
¬__________
(¬1) لم أجده في "معاني القرآن" للفراء، عند كلامه على هذِه الآية، وذكره الواحدي
عنه في "البسيط" 16/ 614.
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" 9/ 68.
(¬3) سلف برقم (4477) كتاب: التفسير.

الصفحة 66