كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)
(26) ومن سورة الشُّعَرَاءِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَعْبَثُونَ} تَبْنُونَ {هَضِيمٌ} يَتَفَتَّتُ إِذَا مُسَّ مُسَحَّرِينَ المَسْحُورِينَ. (لَيْكَةُ) وَالأَيْكَةُ جَمْعُ أَيْكَةٍ، وَهْي جَمْعُ شَجَرٍ {يَوْمِ الظُّلَّةِ} إِظْلاَلُ العَذَابِ إِيَّاهُمْ {مَّوْزُونٍ} مَعْلُومٍ {كَالطَّوْدِ} الجَبَلِ. الشِّرْذِمَةُ طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ {فِي السَّاجِدِينَ} المُصلِّينَ. قَالَ ابن عَبَّاسٍ {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} كَأَنَّكُمْ. الرِّيعُ الأَيْفَاعُ مِنَ الأَرْضِ وَجَمْعُهُ رِيعَةٌ وَأَرْيَاعٌ، وَاحِدُ الرِّيَعَةِ {مَصَانِعَ} كُلُّ بِنَاءٍ فَهْوَ مَصْنَعَةٌ (فارهين)
مَرِحِينَ، فَارِهِينَ بِمَعْنَاهُ وَيُقَالُ فَارِهِينَ حَاذِقِينَ {تَعْثَوْا} أَشَدُّ الفَسَادِ عَاثَ يَعِيثُ عَيْثًا. {وَالْجِبِلَّةَ} الخَلْقُ، جُبِلَ خُلِقَ، وَمِنْهُ جُبُلًا وَجِبِلًا وَجُبْلًا، يَعْنِي الخَلْقَ. قاله ابن عَبّاسٍ.
هي مكية [إلا] (¬1) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} (¬2) [الشعراء: 227] وقرئ: (بمثل ما ظلموا) (¬3).
¬__________
(¬1) زبادة يقتضيها السياق.
(¬2) هي مكية في قول الجمهور. وقال مقاتل: منها مدني، الآية التي يذكر فيها الشعراء، وقوله: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}.
وقال ابن عباس وقتادة: مكية إلَّا أربع آيات منها نزلت بالمدينة من قوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)} إلى آخرها.
انظر: "تفسير القرطبي" 13/ 87، "زاد المسير" 6/ 114.
(¬3) انظر: "تفسير ابن أبي حاتم" 9/ 2836 (16080).
الصفحة 73