كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

(27) ومن سورة النَّمْلِ
وَالْخَبْءُ مَا خَبَأْتَ. {لَا قِبَلَ} لَا طَاقَةَ. الصَّرْحُ كُلُّ مِلاَطٍ اتُّخِذَ مِنَ القَوَارِيرِ، وَالصَّرْحُ القَصْرُ، وَجَمَاعَتُهُ صُرُوحٌ. وَقَالَ ابن عَبَّاسٍ: {وَلَهَا عَرْشٌ} سَرِيرٌ {كَرِيمٌ} حُسْنُ الصَّنْعَةِ، وَغَلاَءُ الثَّمَنِ {مُسْلِمَيْنِ} طَائِعِينَ. {رَدِفَ} اقْتَرَبَ {جَامِدَةً} قَائِمَةً {أَوْزِعْنِي} اجْعَلْنِي. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {نَكِّرُوا} غَيِّرُوا {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ} يَقُولُهُ سُلَيْمَانُ. {الصَّرْحَ} بِرْكَةُ مَاءٍ ضَرَبَ عَلَيْهَا سُلَيْمَانُ قَوَارِيرَ، أَلْبَسَهَا إِيَّاهُ.
هي مكية قال السخاوي: نزلت قبل القصص، بعد القصص سبحان (¬1).
(ص) (الْخَبْءُ مَا خَبَأْتَ) أي: لوقت، يقال: خبأت الشيء (إخباوه خبوًا) (¬2)، وهو هنا بمعنى الغيث، ومنه القطر والنبات والريح والمعادن.
(ص) ({لَا قِبَلَ}: لَا طَاقَةَ. الصَّرْحُ: كُلُّ مِلاَطٍ اتُّخِذَ مِنَ القَوَارِيرِ) أي: لا كُلَّ بناء (وَالصَّرْحُ: القَصْرُ) وهو قول أبي عبيدة (¬3) (وَجَمَاعَتُهُ صُرُوحٌ).
¬__________
(¬1) "جمال القراء وكمال الإقراء" ص 8.
(¬2) كذا في الأصل، والذي في كتب اللغة: خَبَأْتُ الشيء أَخْبَؤُه، خَبْأً. انظر: "تهذيب اللغة" 1/ 971، "مجمل اللغة" 2/ 312، "المحكم" 5/ 146.
(¬3) "مجاز القرآن" 2/ 95.

الصفحة 82