كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

(ص) (وَقَالَ غَيْرُهُ -يعني: [غير] (¬1) ابن عباس- {سَنَشُدُّ}: سَنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا) أي: نعينك ونقويك به، وشد العضد كناية عن التقوية كما ذكره.
(ص) ({الْمَقْبُوحِينَ}: المُهْلَكِينَ) أي: من المبعدين الملعونين، من القبح وهو الإبعاد.
قال أبو زيد: يقال: قبح الله فلانًا قبحًا وقبوحًا. أي: أبعده عن كل خير (¬2)، قال الكلبي: يعني سواد الوجه وزرقة العين، وعلى هذا يكون بمعنى المقبحين.
(ص) (وصَّلْنَاه: بَيَّنَّاهُ وَأَتْمَمْنَاهُ) أي: بينا لكفار مكة بما في القرآن من خبر الأمم الخالية كيف عذبوا بتكذيبهم. وقال الفراء: أنزلناه يتبع بضعه بعضًا (¬3).
(ص) ({يُجْبَى}: يُجْلَبُ) أي: من كل بلد. وقال الواحدي: يجمع، من قولك: جبيت الماء في الحوض، أي: جمعت. وقرئ: (تجبى) بالتاء (¬4).
(ص) ({بَطِرَتْ}: أَشِرَتْ) قال ابن فارس: البطر: تجاوز الحد في المرح (¬5). وقيل: هو الطغيان بالنعمة. المعنى: بطرت في معيشتها. وقيل: أبطرها معيشتها.
¬__________
(¬1) في الأصل: (عن)، والمثبت هو الصواب.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري 3/ 2870.
(¬3) "معاني القرآن" 2/ 307.
(¬4) "الوسيط" 3/ 404، والذي قرأ بالتاء نافع وحده، وقرأ الباقون بالياء. انظر: "الحجة للقراء السبعة" 5/ 423 - 424، "الكشف" لمكي 2/ 175.
(¬5) "المجمل" 1/ 128.

الصفحة 89