كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 23)

وقال ابن عباس: يكرمون.
وقال يحيى بن كثير وغيره: السماع في الجنة (¬1).
(ص) ({فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ}: مَنْ أَعْطَى عطية يَبْتَغِي بها أَفْضَلَ فَلَا أَجْرَ لَهُ فِيهَا). هو قول سعيد بن جبير وغيره (¬2)، وهو ربا حلال لا أجر فيه ولا وزر، وهذا في حق الأمة، أما في حقه - عليه السلام - فهو حرام عليه؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)} [المدثر: 6] وقيل في الآية غير ذلك.
(ص) ({يَمْهَدُونَ}: يُسَوُّونَ المَضَاجِعَ) أي: يوطئون مقار أنفسهم في القبور أو في الجنة.
(ص) ({الْوَدْقَ}: المَطَرُ. قَالَ ابن عَبَّاسٍ: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (¬3) فِي الآلِهَةِ، وَفِيهِ {تَخَافُونَهُمْ} أَنْ يَرِثُوكُمْ كَمَا يَرِثُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) هذا أسنده ابن أبي حاتم من حديث علي عنه (¬4).
قال قتادة: وهو مثل ضربه الله للمشركين: فهل يرضى أحدكم أن يكون مملوكه في نفسه وماله مثله، فإذا لم ترضوا بهذا فكيف تجعلون لله شريكًا (¬5)؟!
زاد غيره: وليس كمثله شيء، ولا تجعلون عبيدكم مثلكم وأنتم كلكم أرقاء لله تعالى.
(ص) ({يُصَدَّعُونَ}: يَتَفَرَّقُونَ) قيل: هو بمعنى قوله: {يَوْمَئِذٍ
¬__________
(¬1) رواه الطبري 10/ 173 (27916).
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" 10/ 187 - 188.
(¬3) وقعت في الأصل {هل لكم فيما ملكت أيمانكم}.
(¬4) رواه الطبري من طريق آخر عنه 10/ 181 (27949).
(¬5) رواه الطبري 10/ 181 (27947).

الصفحة 97