كتاب الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم

بإجابة النداء، فدل ذلك على وجوب صلاة الجماعة.
قال في المغني: "وإذا لم يرخص للأعمى الذي لم يجد قائداً فغيره أولى"1.
ولقد استقر أمر وجوبها عند الرعيل الأول من صدر هذه الأمة.
وعن أبي الأحوص عن عبد الله قال: " ... وقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"2.وعن أم الدرداء رضي الله عنها، قالت: دخل على أبو الدرداء، وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً، إلا أنهم يصلون جميعاً"3.
وسئل ابن عباس - رضي الله عنهما - عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل، لا يشهد جمعة ولا جماعة. قال: هو في النار"4.
واحتج بعض أهل العلم، على عدم وجوب الجماعة، بما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" 5. فقالوا: ورد في الحديث لفظ
__________
1 المغني: ابن قدامة 2/177.
2 رواه مسلم 1/453 ح 654 برقيم (257) في الباب.
3 رواه البخاري1/159 كتاب الأذان، باب فضل صلاة الفجر في جماعة.
4 رواه الترمذي 1/424.423 ح 218، وصححه أحمد شاكر وقال: له حكم المرفوع 1/424 سنن الترمذي، وقال الألباني في ضعيف سنن الترمذي ص 26 برقم (36) : ضعيف الإسناد، والحديث صحيح وإن ضعفه الألباني ــ والله أعلم.
5 رواه مسلم 1/450 ح 650 برقم (249) في الباب.

الصفحة 394