كتاب أخلاق العلماء للآجري

§كَلَامُ الْحَكِيمِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ ... كَوَبْلِ السَّمَاءِ غِيَاثُ الْأُمَمْ
فَنُطْقُ الْحَكِيمِ جِلَاءُ الظَّلَامِ ... وَصَمْتُ الْحَكِيمِ دُعَاءُ الْحِكَمْ
حَيَاةُ الْحَكِيمِ جِلَاءُ الْقُلُوبِ ... كَضَوْءِ النَّهَارِ يُجَلِّي الظُّلَمْ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: " وَرُوِيَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ , فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ لِلَّهِ خَشْيَةٌ , وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ , وَمُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ , وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ , وَتَعْلِيمَهُ لِمَنْ لَا يَعْلَمُ صَدَقَةٌ , وَبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ , لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ , وَالْأَنِيسُ فِي الْوَحْشَةِ , وَالصَّاحِبُ فِي الْخَلْوَةِ , وَالدَّلِيلُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ , وَالزَّيْنُ عِنْدَ الْأَخِلَّاءِ , وَالْقُرْبُ عِنْدَ الْغُرَبَاءِ , يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَامًا , فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَلْقِ قَادَةً يُقْتَدَى بِهِمْ , وَأَئِمَّةً فِي الْخَلْقِ تُقْتَصُّ آثَارُهُمْ , وَيُنْتَهَى إِلَى رَأْيِهِمْ , وَتَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي حُبِّهِمْ , بِأَجْنِحَتِهَا تَمْسَحُهُمْ , حَتَّى

الصفحة 34